هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

«الاحتلال المميت» (1/2): هكذا يُذَلّ العراقيون

اذهب الى الأسفل

«الاحتلال المميت» (1/2): هكذا يُذَلّ العراقيون Empty «الاحتلال المميت» (1/2): هكذا يُذَلّ العراقيون

مُساهمة من طرف Admin_Mhamad الخميس أغسطس 09, 2007 8:36 am

«الاحتلال المميت» (1/2): هكذا يُذَلّ العراقيون P20_20070809_pic1.fullصبي ينظر الى جنود أميركيين في الكاظمية شمال بغداد أمس (بيتر دايفد جوزيك - أ ب)صباح أيوب
تمثيـــل بجثـــث المدنييـــن وتــرهيـــب للعائـــلات وبــلاغـــات كيــديـــة وتلفـيـــق تهـــم

روايات تحكي عن نفسها. لا تحتاج إلى تعليق لإبراز حجم ما يرتكب بحق المواطنين العراقيين باسم «نشر الديموقراطية». تُعدّد، للمرة الأولى، الأساليب التي تستخدمها قوات الاحتلال الأميركية لإذلال العراقيين. هي خلاصات شهادات 50 جندياً أميركياً شاركوا في الحرب على العراق، الجامع بينها عدم وجود أي «تعاطف مع الضحية». وردت في تحقيق خاص، استغرق إعداده سبعة أشهر، نشرته مجلّة «ذي نايشن» الأميركية تحت عنوان «الحرب الأخرى: جنود من العراق يدلون بشهاداتهم».
«المشكلة ليست بسبب بعض التفّاح المضروب»، بحسب وصف الرئيس جورج بوش لمن شارك في أحداث فضيحة أبو غريب، «ولكن المشكلة الفعلية هي في الاحتلال بحدّ ذاته، الذي يجب إنهاؤه بأسرع وقت ممكن». بهذه العبارة استخلصت المجلة نفسها حال العراق، في افتتاحية بعنوان «الاحتلال المميت».
لا تعاطف مع الضحية
يُجمع الجنود، ممن أدلوا بشهادات، على أنّ «ثقافة هذه الحرب، التي صنّفت المواطنين العراقيين كأعداء، لم تسمح للجنود بإبداء أي تعاطف مع الضحية أي المدنيين العراقيين». وهم لم يفكّروا مليّاً بالحرب التي خاضوها ضد «مدنيين» إلا عندما عادوا إلى ديارهم في الولايات المتحدة وتمكّنوا من النظر إلى صورة المعركة عن بعد.
«بالنسبة لي، كان القتيل العراقي مجرّد قتيل آخر أضيف إلى اللائحة الطويلة من الخونة»، يقول العريف جيف إنغلهارت، الذي خدم في بعقوبة لمدّة عام. ويضيف «كان الجنود مقتنعين بالفعل أنّهم أتوا إلى العراق لمساعدة الشعب العراقي، لذا فهم لم يتقبّلوا فكرة المقاومين من المدنيين الذين حملوا السلاح ضدهم فأبدوا عدائية جامحة تجاههم».
ويصف العريف جون فلاندرز الحالة النفسية التي كانوا يعيشونها بالقول «أهمّ شيء بالنسبة لي كانت نفسي ورفاقي في المجموعة. وكلّ من بقي هم حلفاء الشيطان».
ذلك «الكره» المتنامي تجاه العراقيين برز أيضاً في تقرير أعدّه الكونغرس ونشر في أيار الماضي، تبيّن من خلاله أنّ 47 في المئة فقط من الجنود و 38 في المئة من «المارينز» يعتقدون بأنّ «المدنيين العراقيين يجب أن يعاملوا باحترام وكرامة».
وما يفسر هذه النتيجة، هو انعدام الاتصال الإنساني بين الجنود والمواطنين العراقيين، كما يوضح التحقيق؛ فالجنود الأميركيون ظلّوا قابعين في مراكزهم المحصّنة منذ بداية الحرب ولم يخرجوا منها إلا في مهمات عسكرية، ما وسّع الهوّة بينهم وبين المجتمع العراقي ودعّم هذا الشعور بالعدائية من قبل الطرفين. فمثلاً أن يضرم جنود أميركيون النار في صهاريج للوقود في أحد الشوارع أو أن يطلقوا الرصاص باتجاه الأطفال، على مرأى من المواطنين، هي أعمال زادت من غضب العراقيين تجاههم.
ويروي الرقيب كاميلو ميجيا، لـ«نايشن»، إحدى المشاهدات التي بلغ فيها مستوى «الجنون واللامنطق» عند الجنود الأميركيين حدّه الأقصى، إذ التقطت صورة لأحد الجنود وهو يهزأ من جثّة عراقي فُجّر رأسه وخرج منه الدماغ، وكان الجندي يمثّل مشهد أنه يقوم بأكل أجزاء الدماغ المبعثرة على الأرض بواسطة ملعقة بلاستيكية، وقد تمّ ذلك أمام أعين أقرباء الرجل المقتول.
وتعتبر هذه الحادثة من بين مئات الحوادث المماثلة التي نكّلت بالجثث بشكل علني فاضح، وقد قدّم الجنود لـ«نايشون» بعض الصور الفوتوغرافية التي تشهد عليها.
المداهمات
بحسب شهادات 24 جندياً من الذين شاركوا في المداهمات التي قام بها جيش الاحتلال في مختلف المحافظات العراقية، يمكن اعتبار تلك العمليات «من أكثر المظاهر التي افتقدت إلى الرحمة والرفق بالمواطنين». ويتفّق جميع الجنود على أنّ معظم المداهمات كانت تتمّ وفق معلومات خاطئة عن وجود سلاح أو مقاتلين، فلا تحصل الفرقة على النتائج المرجوّة في غالبية الأحيان.
ويوضح الرقيب جون براهنس (29 عاماً) أنّ أحد شروط المداهمات هو «أنها تنفّذ في ساعة متأخرة من الليل، أي ما بين منتصف الليل وساعات الفجر الأولى، وذلك لمفاجأة الهدف أثناء نومه». وتتألف المجموعة التي تقوم بالمداهمة من عشرة عناصر، 5 منهم لتأمين الحماية والباقون لتفتيش المنزل. وتعليمات عملية المداهمات هي على الشكل الآتي: «بعد أن تتوغلوا الى الداخل، تسارعون الى إضاءة المصابيح الكهربائية إذا وُجدت. وإلا فاستخدموا المصابيح التي هي بحوزتكم. تصعدون الأدراج بسرعة. تقبضون على ربّ الأسرة أولاً، تُبعدونه عن زوجته وأولاده، وتثبتونه على الحائط. بينما تقوم مجموعة أخرى بتجميع بقية أفراد الأسرة في مكان واحد. ثم تبدأون بتفتيش الغرف بشكل دقيق بحثاً عن أسلحة. ثم تستعينون بالمترجم لتسألوا ربّ الأسرة وهو في مرمى بنادقكم إذا ما كان يملك أسلحة أو أي مظهر من مظاهر معاداة أميركا أو إذا ما كان متورطاً في أحد التنظيمات التي تقاتل أميركا وقوى التحالف. وإذا أجاب بالنفي، تكملون التفتيش بشكل أقوى وتقلبون كل شيء رأساً على عقب وتجعلون المنزل يبدو كما لو أنّ زلزالاً ضربه. وإذا لم تعثروا على شيء، تقدمون الاعتذار وتتمنون للعائلة بقيّة سهرة ممتعة. وتنسحبون».
وهذا بالضبط ما كان يجري، يقول براهنس، أي «كنّا نُقدم على إذلال بعض أرباب العائلات والرجال المسنّين وكنا نُرهب العائلة بأكملها ونخرّب المنازل بما فيها. ولا نحصل على شيء، ثم نعيد الكرّة مرّات عديدة في مئات المنازل العراقية».
ويعلّق العريف تيموتي جون ويستفال على تلك العمليات بقوله: «أذكر أني قلت لنفسي مرّة بعد إنهاء مداهمة منزل عراقي، بأني أقدمت للتوّ على إرهاب عائلة بأكملها تحت لواء العلم الأميركي، لكني لم أتطوّع في الجيش من أجل ذلك على الإطلاق».
الاستخبارات
15 جندياً من الذين أدلوا بشهاداتهم، أكّدوا أن المعلومات التي كانت تصل إلى الفرق الأميركية كانت ترد من مصادر فردية عراقية، وكانت في غالبية الأحيان خاطئة ومضلّلة. كما أنّ 8 جنود أشاروا إلى أنّ بعض تلك المعلومات كانت تهدف الى حلّ خلافات شخصية بين عائلات عراقية أو بين أفراد، لأسباب محض شخصية.
ويروي العريف لاري كانو (27 عاماً) أنه «في إحدى المداهمات، تبيّن أنّ مصدر المعلومات التي وردتهم هي من ابن صاحب المنزل الذي داهموه، وكان على خلاف مع والده حول مسألة مالية خاصة، ما دفعه إلى إبلاغ القوّات الأميركية بأن والده من المقاومين».
ويضيف كانو أنّه في غالبية الأحيان، كانت المداهمات الفاشلة تجرّ مداهمات أخرى أيضاً فاشلة، إذ بعد الانتهاء من المداهمة يقول لنا صاحب المنزل «إنّ الذي تبحثون عنه هو في الشقّة الأخرى أو في المنزل المجاور ما كان يؤدي بالفرق العسكرية الى تنفيذ مجموعة مداهمات فاشلة في ليلة واحدة من دون الحصول على أي نتيجة ملموسة».
ويُجمع الجنود على أنّ نسبة إيجاد سلاح أو العثور على أحد المقاتلين المطلوبين كانت 1 على عشر مداهمات.
التحقيقات
وصف 8 من الجنود عمليات إجراء التحقيقات التي كانت تتمّ لاستجواب بعض المقبوض عليهم. وأبرز ما جاء في شهاداتهم هو مسألة «تكبيل يدي المستجوَب بالأصفاد ووضع رأسه في كيس بلاستيكي». وهذا مخالف للقانون الذي صدر بعد فضيحة سجن أبو غريب. ولكن بعض عمليات الاستجواب لا تزال تمارس بتلك الطريقة.
ويشير بعض الجنود ممن شاركوا باستجواب بعض المشتبه فيهم العراقيين، إلى أنّه «عندما يتبيّن أن المستجوَب بريء ولا يملك ما يقوله، يحاول المسؤولون إلباسه تهماً مثل الاشتباه بكونه من الأشخاص الذين يزرعون العبوات على الطرقات». ويفسّر أولئك الجنود هذه المسألة بأنّه «عندما تنجح في إحدى المرات بالإمساك بأحد المشتبه فيهم تحاول أن تستغلّ ذلك فتلصق به أي تهمة للاحتفاظ بأكبر عدد من الأفراد داخل السجون، لأن ذلك سيظهر مدى جدّية عمل الفرقة».
وفي السياق، يقول العريف بوكانيغرا إنّ بعض الأوامر التي امتثل لها كانت تقضي بـ«توقيف كلّ من يلبس ثياباً عربية وأحذية عسكرية» فكان اللباس تهمة بحدّ ذاته، وقد أوقف المئات من المواطنين فقط وفقاً لملابسهم ومظهرهم. ويختم العريف باتريك ريستا بالقول إنّ «اتفاقية جنيف غير موجودة في العراق. ولا أحد يعترف ببنودها ويطبّقها».
Admin_Mhamad
Admin_Mhamad
المدير

عدد الرسائل : 353
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 01/08/2007

https://lobnan.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى