البرغوثي يحذِّر من استيلاء «حماس» على الضفّة

أجهزة الأمن «تحبط مخطّط انقلاب»... ومعركة «فتاوى» حول «الصلوات السياسية»
حذّر أمين سر حركة «فتح» الأسير مروان البرغوثي من محاولة «حماس» الاستيلاء على الضفة الغربية، حيث أعلنت الأجهزة الأمنية إحباط مخطط «انقلاب» لهذه الحركة، فيما تواصلت ردود الفعل على المرسوم الانتخابي الذي أصدره أول من أمس الرئيس محمود عباس.
وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس أمس إنه التقى البرغوثي الأسبوع الماضي «وحملني هذه الرسالة من سجنه الذي يقضي فيه أيامه مع أسرى قياديين معزولين عن باقي الأسرى».
وقال البرغوثي، بحسب فارس: «لا أستبعد شيئاً بعد التجربة المريرة في غزة والانقلاب الدامي، مع أن الظروف مختلفة لأسباب موضوعية، لكن تخطئ قيادة السلطة إن لم تأخذ ذلك بكل جدية». وأضاف أن «وضع الأجهزة الأمنية في الضفة ليس على أفضل حال، وخصوصاً أن الأجهزة الأمنية تعرضت في الضفة وغزة لتدمير إسرائيلي ممنهج خلال السنوات الماضية، وتعاني في الضفة ضعفاً شديداً».
وتابع البرغوثي، في رسالته: «لا أعرف إن كانت أخذت العبرة والدروس من الانهيار المفاجئ والمهين في غزة للأجهزة الأمنية، هذه الأجهزة التي تعد أربعين ألف رجل أمن كلفت الموازنة الفلسطينية الكثير الكثير وعند الاختبار انهارت في لحظات، وتبين أنها مخترقة وهشة وضعيفة».
ورأى البرغوثي أن «انقلاب حماس على السلطة الفلسطينية الشرعية في غزة طعنة في الظهر وخطأ استراتيجي ثقيل دمر العملية الديموقراطية الفلسطينية وقطع الجسور على الحوار الوطني وأضرّ بالشعب والقضية الفلسطينية». وأضاف: «لا يوجد من حركة فتح من يستخلص العبر من الكارثة التي وقعت في غزة»، مشدّداً على «أهمية عقد مؤتمر عام طارئ لحركة فتح لانتخاب لجنة مركزية من 31 عضواً ومجلس ثوري من 300 عضو لتكون حركة فتح العملاقة جاهزة أمام الشعب في الانتخابات التشريعية والرئاسية» المقبلة.
وحمّل البرغوثي «اللجنة المركزية لحركة فتح المسؤولية عن الانهيار المهين للحركة في غزة وعن الفشل في الانتخابات التشريعية السابقة». وأضاف: «إن اللجنة المركزية تعطل انعقاد مؤتمر عام ينقذ الحركة».
وهاجم البرغوثي «حكومة إيهود أولمرت، وقال إنها تزعم أمام المجتمع الدولي أنها تقوم بخطوات لمساندة الرئيس محمود عباس والحكومة الفلسطينية، لكن على الأرض تفعل عكس ذلك وتقوض الجهود الفلسطينية وتشتتها». وقلّل «من أهمية انعقاد مؤتمر دولي في واشنطن في الخريف المقبل»، مشيراً إلى «أن شعبنا لم يعد يحتمل المزيد من تلك الاجتماعات التي تولّد المزيد من خيبات الأمل وفقدان الثقة في عملية السلام». وشدد على أن «المطلوب لرفع إمكان نجاح المؤتمر انسحاب الاحتلال من مناطق السلطة، وإطلاق سراح أسرى وإزالة حواجز ووقف الاغتيالات على الأقل».
ووجه البرغوثي «التحية لأبناء الشعب الفلسطيني ولأبناء حركة فتح في غزة»، مؤكّداً «أنهم قادرون على الصمود وصنع المعجزات في مواجهة الظلم والقهر ونظام البوليس وتكميم الأفواه في القطاع الحبيب».
وفي السياق، أعلن بيان صادر عن الأجهزة الأمنية الفلسطينية أمس «أن حركة حماس كانت تحضر لشن انقلاب على السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية». وأوضح أن «اعترافات أفراد القوة التنفيذية في الضفة الغربية أوضحت المخطط الانقلابي الذي كانت حماس تخطط له في الضفة للاستيلاء على السلطة». وأشار البيان إلى أن «حجم الأسلحة والمتفجرات والقنابل التي ضُبطَت» يدل على أنها «كانت موجهة نحو السلطة الوطنية، لا نحو أي جهة أخرى، حيث هناك قرار رسمي لحركة حماس بوقف العمل ضد الاحتلال حفاظاً على انقلابهم في غزة».
في هذا الوقت، تواصلت ردود الفعل على المرسوم الرئاسي الفلسطيني الذي حدّد شروط المشاركة في الانتخابات. وفيما رحبت فصائل منظمة التحرير بالمرسوم، رأى رئيس المجلس التشريعي بالإنابة أحمد بحر أنه يشكل «خرقاً فاضحاً لطبيعة نظام الحكم في فلسطين لكونه يدعو إلى إقصاء الشرائح الواسعة من الشعب الفلسطيني التي لا تؤيد اتفاقيات أوسلو».
من جهة ثانية، برزت أمس معركة «فتاوى» بين «فتح» و«حماس» على خلفية الصلوات السياسية في قطاع غزة. وأفتى قاضي قضاة فلسطين، تيسير التميمي، أمس، بجواز الصلاة في الساحات والشوارع العامة، مشيراً إلى أن الجهة الرسمية المخولة بإصدار الفتاوى هي دار الفتوى أو المحاكم الشرعية وحدها.
وجاءت هذه الفتوى، رداً على فتوى صدرت عن حركة «حماس» تحرّم صلاة الجمعة في الشوارع العامة بدعوى أن من يدعو إليها «فاسدون».
(أ ف ب، أ ب، رويترز، يو بي آي، د ب أ