عودة الأسطول الروسي إلى المتوسط عبر سوريا

من طرف Admin_Mhamad الثلاثاء أغسطس 07, 2007 9:19 am

أثار الحديث الروسي عن احتمال «العودة الى البحر المتوسط»، تساؤلات إسرائيلية حول مغزى هذا التحول في موقف موسكو من النشاط الأمني في المنطقة، الى جانب مدى تأثيره على التحركات الاسرائيلية والأميركية فيها. وأعربت مصادر أمنية إسرائيلية أمس، عن خشيتها من إقامة قاعدتين للأسطول الروسي في مدينتي طرطوس واللاذقية، وعن قلقها بشكل خاص من قدرة الروس على تنفيذ عمليات تجسس الكترونية على إسرائيل، ومساعدتهم للسوريين للقيام بذلك.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» ان سوريا سمحت للأسطول الروسي بإقامة قاعدتين له في ميناءي طرطوس واللاذقية في موازاة «صفقة سلاح كبرى تبلورت بين الدولتين في العام الماضي»، يقابلها إسقاط روسيا لديون على سوريا. واوضحت أن حجم الديون المستحقة على سوريا بلغ 11 مليار دولار، وقد أسقطت موسكو 70 في المئة من هذه الديون، فيما سيتعين على سوريا تسديد جزء من الديون المتبقية والجزء الآخر من خلال خدمات تقدمها لروسيا على شكل إقامة قاعدتين دائمتين للأسطول الروسي.
وقدرت الجهات الأمنية الإسرائيلية أن تجديد الأسطول الروسي لنشاطه في هذين الميناءين، مرتبط بالتوتر المتجدد بين روسيا والولايات المتحدة على خلفية الخطة الأميركية الرامية إلى نشر منظومة صاروخية مضادة للصواريخ في أوروبا، والتي تعتبرها روسيا بأنها تشكل تهديدا لأمنها.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها ان الأسطول الروسي الذي يكتفي «بزيارات ودية» الى المنطقة، كان يستخدم الميناءين السوريين خلال فترة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، وان تجديد استخدام «هذه القواعد سيمكن روسيا من حماية مصالحها في المنطقة».
وقالت المصادر الأمنية الإسرائيلية إن الأسطول الروسي معروف بتفعيله المكثف لسفن تجسس. وأضافت ان تواجد الأسطول الروسي في سوريا سيسهل على السوريين تنفيذ عمليات تجسس الكترونية خصوصا، بهدف مراقبة منظومات أسلحة حديثة بأيدي إسرائيل والحصول على معلومات عبر التنصت على أجهزة الاتصال العسكرية والأمنية عموما في إسرائيل.
وكان القائد العام للقوات البحرية الروسية الأميرال فلاديمير ماسورين، دعا في وقت سابق إلى ارسال وحدات بحرية إلى البحر المتوسط لتتواجد هناك بصفة مستمرة. وأضاف انه لا يستبعد نقل حاملة الطائرات الروسية الوحيدة من قاعدة أسطول الشمال إلى البحر الأسود، مؤكدا أن الهدف الرئيسي الذي يعمل الأسطول الروسي على تحقيقه حاليا هو إرسال عدد من وحداته إلى البحر المتوسط لتتواجد هناك بشكل مستمر.
يذكر ان قادة الأسطول الروسي والمسؤولين في وزارة الدفاع الروسية، كانوا قد نفوا مرارا صحة ما أشيع عن انه من المحتمل ان تنتقل وحدات بحرية روسية من سيفاستوبول، حيث قاعدة الأسطول الروسي في البحر الأسود، إلى طرطوس في سوريا، مؤكدين ان الأسطول الروسي في البحر الأسود لن يغادر في جزئه الأكبر الأراضي الأوكرانية، على الأقل قبل العام 2017 (موعد انتهاء مدة الاتفاقية الموقعة بين روسيا وأوكرانيا).
واعتبرت الصحيفة الاسرائيلية ان «رفع علم روسيا على الأراضي السورية له أهمية استراتيجية من الدرجة الاولى». واوضحت ان «هناك تحديا روسيا للولايات المتحدة في البحر الابيض المتوسط.. كما انه بمجرد تواجدها في سوريا (روسيا)، فانها تعلن بذلك انها تشارك بشكل ناشط في كل مسيرة وفي كل نزاع في المنطقة، وان لها موقفا خاصا وينبغي مراعاته».
ومن الناحية الاسرائيلية، رأت الصحيفة انه «من المتوقع حدوث تغيير في قواعد اللعبة في البحر المتوسط وبشكل خاص في ما يتعلق بالشواطئ السورية اللبنانية». واوضحت انه «من غير المستبعد ان تكون حرية عمل سلاح البحرية (الاسرائيلي) مغايرة، ومن المعقول الافتراض انه سيكون لإسرائيل مشكلة في ضرب منشآت على الشاطئ أثناء وقوع حرب». وتابعت «بشكل عام، فان كل عملية عسكرية محتملة لإسرائيل ضد سوريا سيتعين عليها ان تأخذ بالاعتبار الوجود الروسي، الذي لن يكون بالضرورة حياديا».
ورغم ذلك، أشارت الصحيفة الى جانب اعتبرته ايجابيا من التواجد الروسي في سوريا. وذكرت انه «يمكن لروسيا ان تشكل عاملا كابحا في وجه اندلاع العنف بين سوريا وإسرائيل»، مشيرة الى صفقات اسلحة رفضت موسكو إتمامها مع دمشق. وتابعت «قد تؤدي روسيا ايضا دورا مهما في كبح جماح عناق الدب الايراني الذي يلف سوريا».