الامام الحسين و التخطيط العسكري
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الامام الحسين و التخطيط العسكري
تطالعنا في ثورة عاشوراء سلسلة من الخطط العسكرية والإعلامية التي مارسها الإمام الحسين عليه السلام. وقد اتخذت أساليبه العسكرية أما حالة الدفاع أو حالة الهجوم. وتركّز أسلوبه الإعلامي بشكل أساسي على توعية أبناء الأمة ، واستثمار هذه الحركة ما أمكن لإبلاغ رسالته ، سواء في زمنه وما باشره بنفسه منها أم ما تمّ منها بعد استشهاده .
وهناك حقيقة لا يرقى إليها الشكّ ، وهي أنه عليه السلام قد تصرّف في ثورة كربلاء كمقاتل يجيد جميع الخطط العسكرية والدفاعية والإعلامية وبمهارة فائقة. وما يطرح إنما هو مجرّد أمثلة مستخلصة من التأمل في وقائع هذه النهضة ، وهو ما يعكس بوضوح مقدرته الإدارية الرائعة وتنظيمه وتدبيره في تلك الحادثة التي امتزجت فها المشاعر والعواطف بعنصر التعقل، وينقسم هذا الموضوع إلى:
أولا : الخطط العسكرية :
1-الحماية الشخصية : عند لقاء سيّد الشهداء عليه السلام بوالي المدينة، الوليد بن عتبة، بعد موت معاوية ، سار إليه وبرفقته جماعة من شبّان بني هاشم وسيوفهم مسلولة ومخفية تحت ثيابهم ، وأوصاهم بالبقاء خارج الدار فإذا ارتفع صوت الإمام من الداخل . فعليهم باقتحام الدار والعمل بما يأمرهم به(الكامل في التاريخ530:2، مقتل الحسين الخوارزمي 182:1). ولم يكن هذا التدبير الوقائي إلا احترازاً من أي خطر أو سوء قد يبديه الوليد. وذكروا أن المرافقين له بلغ عددهم ثلاثين شخصاً (مقتل الحسين للخوارزمي183:1) .
2-استطلاع التحركات المعادية : لما سار أبو عبدالله مع عياله وأتباعه من المدينة إلى مكّة، أبقى أخاه محمد بن الحنفية في المدينة كعين استطلاعية لموافاته بأيّ تحرّك من جانب السلطة، واطلاع الإمام على ما يجري في المدينة، قائلا له: "أما أنت فعليك أن تقيم بالمدينة فتكون لي عيناً عليهم لا تخفي عنّي شيئاً من أمورهم "(بحار الأنوار 329:44، أعيان الشيعة 588:1) .
3-إفشال محاولة الاغتيال: بلغ الإمام أن يزيد أرسل جماعة بإمرة عمرو بن سعيد الأشدق لقتلة أو القبض عليه . فعمل الإمام على إفشال خطّة الاغتيال لأجل صيانة حرمة الحرم الإلهي ولكي لا يراق دمه في مكة ، فاستبدل الحج بالعمرة وخرج من مكة في الثامن من ذي الحجة (حياة الإمام الحسين 46:3، موسوعة كلمات الإمام الحسين:324) .
4- جمع المعلومات : لما كان الاطلاع على وضعية العدو ، وأخبار الناس المؤيدين له دور فاعل في القرارات التي يتخذها القائد، لذلك اهتم الإمام بالحصول على المعلومات والأخبار الكافية عن الوضع الداخلي في الكوفة ، وكان يحصل على هذه المعلومات ببعض السبل التالية :
أ - الاستفسار من المسافرين القادمين من الكوفة باعتبارهم شهود عيان لما يجري فيها . ومن أمثلة ذلك بشر بن غالب الذي لقي الإمام في ذات عرق ، الفرزدق الذي لقيه في منزل آخر .
ب - مكاتبة أتباعه في الكوفة والبصرة واليمن ( وهي الولايات الأكثر محبة لأهل البيت ) والحصول منهم على الكتب والرسائل التي تتحدث عن أوضاع تلك المناطق ، والدعم الجماهيري الذي قد يتلقاه عند إعلان ثورته . وحتى أنه كان يعرض هذه المعلومات عند الحاجة على الجيش المعادي الذي أغلق عليه الطريق أو تأهّب لقتاله .
5 - المصادرة : أثناء نزول الإمام في منزل التنعيم عند مسيرة إلى العراق ، التقى بقافلة متجهة من اليمن إلى الشام وهي تحمل بضائع نفيسة ليزيد، فصادر الإمام تلك البضاعة لكي لا يكون الطريق آمنا لأتباع يزيد ، وقال للقائمين عليها : من شاء منكم المجيء معنا إلى العراق ندفع له أجرته ونحسن إليه ، ومن أراد مفارقتنا ندفع له أجرته إلى هنا . ففارقه بعضهم ، وجاء بعضهم الآخر معه (تاريخ الطبري 289:4، حياة الإمام الحسين 59:3، الكامل لابن الأثير 547:2)، وهو بهذا الأسلوب أضر باقتصاد حكومة يزيد من جهة ، وحصل على بعض الأتباع من جيش العدو من جهة أخرى .
6-كسب الأنصار : أستثمر الحسين عليه السلام كل فرصة لاستمالة الأشخاص من الجبهة المعادية إلى جبهة الحق . وكمثال على أحد تلك المواقف المتعددة لقاءه مع زهير بن القين في منزل زرود .
7 - تطهير الجيش : أعلن الإمام عدة مرات طوال الطريق إلى الكوفة ، بعد استقرائه لمجمل الأوضاع ، بأنه سيقتل هو وأهل بيته وأنصاره، وكان غرضه من ذلك تطهير جيشه من الأشخاص الذين رافقوه طمعا في المغانم الدنيوية ، ولتبقى معه الفئة الخالصة المتأهّبة للاستشهاد ، والتي تتحلى بالانضباط والطاعة . وقد حصل مثل هذا التطهير في منزل زبالة ، وفي كربلاء في ليلة عاشوراء . ففي منزل زبالة انصرف عنه البعض ، ولكن في ليلة عاشوراء لم ينصرف عنه أحد (الكامل لابن الأثير 549:2) .
8 - إعداد المعسكر : لما نزل الإمام الحسين في كربلاء أمر بضرب الخيام قريبة من بعضها وان تتداخل حبالها فيما بينها ، وان يكون موقفهم أمام الخيام في مواجهة العدو ، قال ابن شهرآشوب في مناقبه : " أمر بإطناب البيوت ، فقرّبت حتى دخل بعضها في بعض ، وجعلوها وراء ظهورهم لتكون الحرب من وجه واحد ، وأمر بحطب وقصب كانوا جمعوه وراء البيوت ، فطرح ذلك في خندق جعلوه والقوا فيه النار وقال : لا نؤتى من ورائنا "(مناقب ابن شهراشوب99:4، الكامل لابن الأثير 560:2) .
9 - تنظيم الجيش : في صبيحة يوم عاشوراء نضّم الإمام الحسين جيشه ونظم أصحابه فما إن فرغوا من صلاة الصبح حتى جعل زهير بن القين قائدا للجناح الأيمن ، وحبيب بن مظاهر على الجناح الأيسر ، ودفع اللواء إلى العباس ، وجعل الخيام وراء ظهورهم وألقوا الحطب في الخندق الذي حفروه وراء الخيام ، وكان هذا الخندق قد حفر في ليلة عاشوراء للحيلولة دون هجوم العدو من الخلف، وأضرموا فيه النار (نفس المصدر السابق ) .
10-إيجاد الموانع : حاولت زمرة من جيش العدو في يوم عاشوراء الهجوم من الخلف حيث الخط الدفاعي ، والتسلل من بين الخيام ( وكانت حبال الخيام من جملة الموانع ) . فتصدى لهم ثلاثة أو أربعة من أنصار الإمام . وأمر سعد بإحراق الخيام . فقال الحسين : دعوهم فليحرقوها ( طبعا الخيم الخالية للأنصار و …الخ ) فانهم إذا حرقوها لا يستطيعون أن يجوّزوا إليكم منها .
فكان كذلك .
وهذا التخطيط تجلى أيضا حتى في اختيار الموضع المناسب لضرب الخيام ، إذ نزل في موضع تكثر فيه التلال لاتخاذها كحواجز طبيعية ضد تقدم العدو ، أو لغرض احتواء هجومه المحتمل من جهة اليسار. كما كان حفر الخندق وإضرام النار فيه كإجراء لإيجاد حاجزا أمام العدو(نفس المصدر السابق :566) .
11-طلب المهلة ليلة عاشوراء للصلاة والدعاء وقراءة القرآن . وهذا الأمر وان كان من الممكن النظر إليه باعتباره أمرا عباديا ومعنويا ، ولكن نظرا لأهمية الدور المعنوي في إذكاء روح القتال لدى المحارب، فقد كان له تأثيره الفاعل ويمكن اعتباره جانبا من التخطيط العسكري . لا سيما أن رؤية الأنصار لمكانتهم في الجنة جعلتهم يتحرقون شوقا للشهادة ، أو أنها دفعت لعضهم للمزاح مثل موقف برير.
12- في اللحظات الأخيرة التي عز فيها الناصر على سيد الشهداء ، أخذ يقاتل راجلا كقتال الفارس الشجاع ، يتقي الرمية ، وينتهز غفلة العدو فيشد عليهم (نفس المصدر السابق :572) .
13- التستر للالتحاق بالحسين : كان عدد من أصحاب الإمام قد قدموا إلى كربلاء مع جيش عمر بن سعد ، وهناك التحقوا بمعسكر الإمام واستشهدوا إلى جانبه . وهذا الأسلوب في التستر يدل على وجود رقابة مشددة آنذاك على مداخل الكوفة للحيلولة دون التحاق أنصار الإمام الحسين بمعسكره ، حتى أنّ بعض الشيعة لم يكن أمامهم من سبيل سوى الوصول إلى معسكر الإمام تحت غطاء المسير مع جيش عمر بن سعد .
14-اتخذ موضع ضرب الخيام ، وتأهب العسكر للدفاع في وسط ذلك الموضع شكلا شبيها بحذوة الفرس ، للسيطرة على مواضعهم وخيامهم ، وليكونوا هم في وسط ذلك الموضع ، ولكي لا يتاح للجيش المعادي محاصرتهم
خصائص منطقة العمليات :
كانت خصائص ساحة القتال في كربلاء على النحو التالي :
1- 1- قريبة من نهري دجلة والفرات .
2- 2- يقع نهر دجلة إلى يسار كربلاء ، ونهر الفرات إلى يمينها .
3- 3- تقع في منطقة مناخها جاف حار ومن أرض العراق ، وتقع إيران إلى الشمال
الشرقي منها ، والحجاز في جنوبها الغربي .
4- 4- المنطقة رملية ، وبعض أجزائها تغطيها الغابات .
5- 5- كثرة النخيل خصوصا جانب نهر العلقمي .
6- 6- تكثر فيها التلال والمرتفعات والمنخفضات .
7- 7- ينبع نهر العلقمي من الفرات ، ويمر قرب الموضع الذي خيم فيه الإمام الحسين .
8- 8- تتميز المنطقة بارتفاع درجة حرارتها في فصل الصيف .
9- 9- تقع كربلاء على أطراف نهر الفرات ومقبرة اليهود .
10- 10- من حيث الموقع الجغرافي ، تتسم المنطقة بأنها منطقة ميتة ومنسية ، وليس لها أي أهمية سياسية أو ثقافية أو عسكرية أو اقتصادية .
خصائص التحرك على أرض المعركة عند سيد الشهداء :
( الانسحاب المؤقت ، في وقت غير متوقع )
1- 1- استغلال عامل الأرض للحرب النفسية .
2- 2- اختيار مساحة الأرض التي تساعد على ابتكار أساليب جديدة في المعركة .
3- 3- اختيار الوقت المناسب ، وسلب ميزة اختيار الوقت من يد العدو .
4- 4- إيجاد حالة من التوازن الدفاعي .
5- 5- تشتيت قوة العدو وجعله يهوي نحو الضعف .
6- 6- الإخلال بالتقسيم العسكري لجيش العدو ، وإرغامه على تغيير موقع قيادته .
7- 7- الأخذ بزمام المبادرة وسلبها من العدو .
8- 8- إيجاد الاضطراب في نظام القرار لدى قادة الجيش المعادي .
9- 9- الانسحاب المؤقت والمدروس .
10- 10- الأخذ بزمام المبادرة فيما يخصّ الأرض .
11- 11- إرغام العدو على اتخاذ مواقف انفعالية .
12- 12- استثمار الغطاء الطبيعي والصناعي في الأرض للاستتار والاختفاء .
13- 13- الحيلولة دون تمركز قوات العدو عند الهجوم ، وأحداث فاصلة جغرافية بين القيادة ومراكز التموين والاتصال .
14- 14- دفع العدو إلى التعجيل في اتخاذ القرار العسكري ، والإبطاء في التنفيذ .
15- 15- سلب العدو القدرة على استثمار عامل الأرض .
16- 16- التضييق على العدو في ميدان العمل ، وخفض ميزان كفاءته .
17- 17- فرض جهة الهجوم وطبيعة التقسيم العسكري للعدو ، بواسطة عامل الأرض .
18- 18- المبادرة إلى أسلوب التعبئة العسكرية وإعادة التحشّد كمّاً وكيفاً .
19- 19- إرغام العدو على كيفية الاستفادة من الأرض (بالصورة المطلوبة) .
20- 20- اتخاذ الموضع والتنظيم اللازم لصدّ الهجوم المعادي .
21- 21- إحراز الاستعداد في جميع الظروف وفي كل وقت، وحرمان العدو منها ، من خلال عامل الأرض .
22- 22- إيجاد الاضطراب في جيش العدو لعدة ساعات من خلال الحرب النفسية وبدون أي تحرك أو إهدار أية طاقة (مستقى من كراس :"تكشيلات توحيدي عاشوراء"27:24، وقد عرض المؤلف هذه النقاط استنادا خارطة ساحة المعركة وتصوير المشاهد ، والوثائق التاريخية) .
مواصفات الجبهة الحربية لأبي عبدالله عليه السلام :
1- 1- اسم المعركة : هيهات منا الذلة .
2- 2- سنة المعركة : عام 61 للهجرة .
3- 3- شهر المعركة : محرم الحرام .
4- 4- يوم المعركة : الجمعة العاشر من محرّم .
5- 5- طبيعة القتال : الجهاد الابتدائي .
6- 6- الهدف من التحرك والهجوم : فضح وجوه النفاق . تشكيل الحكومة .
7- 7- الموقف الحربي : دفاعي .
8- 8- طول الجبهة الدفاعية ( قطر الحذوة ) : 180 مترا .
9- 9- طول محور العمليات : 360 مترا .
10- 10- الفواصل بين الخيام : 2 متر .
11- 11- عدد الخيام 60 خيمة .
12- 12- تشكيلة القوات : بنو هاشم ، والأنصار ، والنساء ، والأطفال .
13- 13- الحالة النفسية والروحية : حب الحفاظ على المبادئ .
14- 14- عدد الفرسان :32 فارسا .
15- 15- عدد الرجالة :40 راجلا .
16- 16- عدد كل القوات المقاتلة :72 مقاتلا .
17- 17- القائد العام : أبو عبدالله الحسين عليه السلام .
18- 18- حامل اللواء : أبو الفضل العباس عليه السلام .
19- 19- قائد الجناح الأيمن : زهير بن القين .
20- 20- قائد الجناح الأيسر : حبيب بن مظاهر .
21- 21- الحالة التموينية : حصار تام .
22- 22- حالة التجهيزات : نقص حاد .
23- 23- حالة الماء والطعام : حصار (إضافة إلى الجوع والعطش) .
24- 24- الموقع الجغرافي : المقتل .
25- 25- وقت وساعة الصفر : بعد ساعتين من الفجر .
26- 26- الرمز السري للهجوم : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
27- 27- نوع التعبئة العسكرية : دائري ، مثلث ، هلالي .
28- 28- عدد مرات الإخلال بتعبئة العدو : ثلاث مراحل ، وانتهت الرابعة منها بالقتال الفردي .
29- 29- الوقت الذي استغرقته المعركة : ثمان ساعات .
30- 30- وقت انتهاء المعركة : غروب ذلك اليوم .
مواصفات الجبهة الحربية لجيش يزيد :
1- 1- اسم المعركة : البيعة الجائرة .
2- 2- هدف المعركة : القضاء على الإسلام المحمدي الأصيل .
3- 3- حالة القوات : كاملة العدد والعدة .
4- 4- الموقع الجغرافي : أفضل المناطق موقعا .
5- 5- الحالة الروحية والنفسية : سبات سياسي عميق .
6- 6- عدد الفرسان : ما لا يحصى من الكثرة .
7- 7- عدد الرجالة : ما لا يحصى من الكثرة .
8- 8- عدد الكلي للقوات : 30 ألفا .
9- 9- قائد العسكر : عمر بن سعد .
10- 10- حامل اللواء : دريد ، مولى عمر بن سعد .
11- 11- قائد الفرسان : عروة بن قيس الأحمصي .
12- 12- قائد الرجالة : شبث بن ربعي .
13- 13- قائد الجناح الأيمن : عمرو بن الحجاج .
14- 14- قائد الجناح الأيسر : شمر بن ذي الجوشن .
15- 15- الحالة التموينية : سريعة وكاملة .
16- 16- وضيعة العدة : تكفي لعدة أشهر .
17- 17- حالة الماء : السيطرة على نهر الفرات .
18- 18- حالة الطعام : يكفي لعدة أشهر .
19- 19- طبيعة الحرب : هجومية .
20- 20- مقارنة القوة : رجحان كمي ( 400 شخص مقابل شخص واحد ) .
21- 21- الاتجاه السياسي والثقافي : النفاق .
22- 22- الرمز السري الأول للمعركة : انهضي يا جيوش الله .
23- 23- الرمز السري الثاني للمعركة : رمي السهم على يد عمر بن سعد .
24- 24- التحشد العسكري : ثلاث مرات .
25- 25- التحشد الأول : مدّور ، مدرّج اليمين واليسار (للمشاة) .
26- 26- التحشد الثاني : الجناح الأيسر ، الفرسان .
27- 27- التحشد الثالث : الجناح الأيمن ، الفرسان .
28- 28- المواجهة الفردية : خطية ، وتعبوية ، وعامة ، وفرسان .
29- 29- مراعاة القوانين الحربية : النقص الكامل .
الأساليب النفسية والاعلامية :
الأساليب التي انتهجها سيد الشهداء عليه السلام طوال مدة ثورته ، وفي يوم عاشوراء ، وكذا الأساليب التي مارسها أهل بيته من بعده كانت كفيلة بالحفاظ على ديمومتها وصيانة صورتها . وكان منهجه عاملا لبثّ المعنويات لدى المشاركين في تلك الملحمة ، وهم الذين فدوا الإمام بكل وجودهم ، وكانت سبباً أيضا في زعزعة اندفاع جيش الكوفة ، وأضحت عنصر إضعاف أو فضح إحباط لدعايات العدو .
ويمكن الإشارة إلى بعض تلك الأساليب كما يلي :
1- 1- عدم الاعتراف بشرعية خلافة يزيد : فقد زعزع الإمام الحسين بواسطة طرحه لهذا الموضوع ، أفكار أتباع يزيد ؛ محطّماً بإحجامه العلني عن البيعة حاجز الصمت الذي ساد تلك الأجواء .
2- 2- شهود الواقعة : اصطحب الإمام الحسين معه في مسيره إلى كربلاء النساء والأطفال ليكونوا شاهدا حيّا في تسجيل جميع المواقف والوقائع التي شاهدوها للحيلولة دون تحريف حقيقة الثورة ومسخ صورتها الأصلية، إضافة إلى أن وجود النساء والأطفال في قافلته كان له دور عاطفي تحريضي ضد الأمويين على طول طريق سفره ، وحتى من بعد استشهاده وفي فترة السبي أيضا .
3- 3- مكاتبة وجهاء الكوفة والبصرة وزعماء القبائل ، وإيفاد المبعوثين إلى الكوفة للاتصال بقواعد المؤيدين والأنصار .
4- 4- تقييم الآراء : حساب الظروف المساعدة على اتخاذ أي إجراء في الكوفة من خلال إرسال مسلم بن عقيل إلى هناك لتقييم الوضع العام للأتباع ومن كتب له الكتب والرسائل ، والطلب من مسلم بن عقيل إعلامه بدقة عن أوضاع الكوفة ومدى التزام الناس بالعهود والمواثيق .
5- 5- شرعية الثورة : ربط الإمام حركته السياسية هذه ضد السلطة الأموية بالتكليف الشرعي، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وبإحياء سنّة النبي صلى الله عليه وآله ، ليضفي بهذا الربط الشرعية على ثورته، ويصمّ الخلافة آنذاك بعدم الشرعية، والتعارض مع السنة النبوية .
6- 6- استثمار الجانب العاطفي : لما كان المسلمون يعتبرون الحسين بن علي عليه السلام ابن النبي وفاطمة ، فقد استثمر الإمام هذا الشعور العاطفي في قلوب الناس سواء لغرض استقطاب الأنصار أم لسلب دافع الحرب لدى العدو ، وفضح ماهية السلطة الحاكمة . وهذا الأسلوب مارسه الإمام بنفسه ، ومارسته من بعده زينب أيضا ، وسار عليه الإمام السجاد وسائر أهل البيت . وحتى ارتداء البردة ودرع وعمامة رسول الله وتقلد سيف ذي الفقار ، والتذكير بقرابته من الرسول كان له فعله في إثارة العواطف الدينية لدى الجيش المعادي ، وكأداة إعلامية ونفسية مجدية.
وهناك حقيقة لا يرقى إليها الشكّ ، وهي أنه عليه السلام قد تصرّف في ثورة كربلاء كمقاتل يجيد جميع الخطط العسكرية والدفاعية والإعلامية وبمهارة فائقة. وما يطرح إنما هو مجرّد أمثلة مستخلصة من التأمل في وقائع هذه النهضة ، وهو ما يعكس بوضوح مقدرته الإدارية الرائعة وتنظيمه وتدبيره في تلك الحادثة التي امتزجت فها المشاعر والعواطف بعنصر التعقل، وينقسم هذا الموضوع إلى:
أولا : الخطط العسكرية :
1-الحماية الشخصية : عند لقاء سيّد الشهداء عليه السلام بوالي المدينة، الوليد بن عتبة، بعد موت معاوية ، سار إليه وبرفقته جماعة من شبّان بني هاشم وسيوفهم مسلولة ومخفية تحت ثيابهم ، وأوصاهم بالبقاء خارج الدار فإذا ارتفع صوت الإمام من الداخل . فعليهم باقتحام الدار والعمل بما يأمرهم به(الكامل في التاريخ530:2، مقتل الحسين الخوارزمي 182:1). ولم يكن هذا التدبير الوقائي إلا احترازاً من أي خطر أو سوء قد يبديه الوليد. وذكروا أن المرافقين له بلغ عددهم ثلاثين شخصاً (مقتل الحسين للخوارزمي183:1) .
2-استطلاع التحركات المعادية : لما سار أبو عبدالله مع عياله وأتباعه من المدينة إلى مكّة، أبقى أخاه محمد بن الحنفية في المدينة كعين استطلاعية لموافاته بأيّ تحرّك من جانب السلطة، واطلاع الإمام على ما يجري في المدينة، قائلا له: "أما أنت فعليك أن تقيم بالمدينة فتكون لي عيناً عليهم لا تخفي عنّي شيئاً من أمورهم "(بحار الأنوار 329:44، أعيان الشيعة 588:1) .
3-إفشال محاولة الاغتيال: بلغ الإمام أن يزيد أرسل جماعة بإمرة عمرو بن سعيد الأشدق لقتلة أو القبض عليه . فعمل الإمام على إفشال خطّة الاغتيال لأجل صيانة حرمة الحرم الإلهي ولكي لا يراق دمه في مكة ، فاستبدل الحج بالعمرة وخرج من مكة في الثامن من ذي الحجة (حياة الإمام الحسين 46:3، موسوعة كلمات الإمام الحسين:324) .
4- جمع المعلومات : لما كان الاطلاع على وضعية العدو ، وأخبار الناس المؤيدين له دور فاعل في القرارات التي يتخذها القائد، لذلك اهتم الإمام بالحصول على المعلومات والأخبار الكافية عن الوضع الداخلي في الكوفة ، وكان يحصل على هذه المعلومات ببعض السبل التالية :
أ - الاستفسار من المسافرين القادمين من الكوفة باعتبارهم شهود عيان لما يجري فيها . ومن أمثلة ذلك بشر بن غالب الذي لقي الإمام في ذات عرق ، الفرزدق الذي لقيه في منزل آخر .
ب - مكاتبة أتباعه في الكوفة والبصرة واليمن ( وهي الولايات الأكثر محبة لأهل البيت ) والحصول منهم على الكتب والرسائل التي تتحدث عن أوضاع تلك المناطق ، والدعم الجماهيري الذي قد يتلقاه عند إعلان ثورته . وحتى أنه كان يعرض هذه المعلومات عند الحاجة على الجيش المعادي الذي أغلق عليه الطريق أو تأهّب لقتاله .
5 - المصادرة : أثناء نزول الإمام في منزل التنعيم عند مسيرة إلى العراق ، التقى بقافلة متجهة من اليمن إلى الشام وهي تحمل بضائع نفيسة ليزيد، فصادر الإمام تلك البضاعة لكي لا يكون الطريق آمنا لأتباع يزيد ، وقال للقائمين عليها : من شاء منكم المجيء معنا إلى العراق ندفع له أجرته ونحسن إليه ، ومن أراد مفارقتنا ندفع له أجرته إلى هنا . ففارقه بعضهم ، وجاء بعضهم الآخر معه (تاريخ الطبري 289:4، حياة الإمام الحسين 59:3، الكامل لابن الأثير 547:2)، وهو بهذا الأسلوب أضر باقتصاد حكومة يزيد من جهة ، وحصل على بعض الأتباع من جيش العدو من جهة أخرى .
6-كسب الأنصار : أستثمر الحسين عليه السلام كل فرصة لاستمالة الأشخاص من الجبهة المعادية إلى جبهة الحق . وكمثال على أحد تلك المواقف المتعددة لقاءه مع زهير بن القين في منزل زرود .
7 - تطهير الجيش : أعلن الإمام عدة مرات طوال الطريق إلى الكوفة ، بعد استقرائه لمجمل الأوضاع ، بأنه سيقتل هو وأهل بيته وأنصاره، وكان غرضه من ذلك تطهير جيشه من الأشخاص الذين رافقوه طمعا في المغانم الدنيوية ، ولتبقى معه الفئة الخالصة المتأهّبة للاستشهاد ، والتي تتحلى بالانضباط والطاعة . وقد حصل مثل هذا التطهير في منزل زبالة ، وفي كربلاء في ليلة عاشوراء . ففي منزل زبالة انصرف عنه البعض ، ولكن في ليلة عاشوراء لم ينصرف عنه أحد (الكامل لابن الأثير 549:2) .
8 - إعداد المعسكر : لما نزل الإمام الحسين في كربلاء أمر بضرب الخيام قريبة من بعضها وان تتداخل حبالها فيما بينها ، وان يكون موقفهم أمام الخيام في مواجهة العدو ، قال ابن شهرآشوب في مناقبه : " أمر بإطناب البيوت ، فقرّبت حتى دخل بعضها في بعض ، وجعلوها وراء ظهورهم لتكون الحرب من وجه واحد ، وأمر بحطب وقصب كانوا جمعوه وراء البيوت ، فطرح ذلك في خندق جعلوه والقوا فيه النار وقال : لا نؤتى من ورائنا "(مناقب ابن شهراشوب99:4، الكامل لابن الأثير 560:2) .
9 - تنظيم الجيش : في صبيحة يوم عاشوراء نضّم الإمام الحسين جيشه ونظم أصحابه فما إن فرغوا من صلاة الصبح حتى جعل زهير بن القين قائدا للجناح الأيمن ، وحبيب بن مظاهر على الجناح الأيسر ، ودفع اللواء إلى العباس ، وجعل الخيام وراء ظهورهم وألقوا الحطب في الخندق الذي حفروه وراء الخيام ، وكان هذا الخندق قد حفر في ليلة عاشوراء للحيلولة دون هجوم العدو من الخلف، وأضرموا فيه النار (نفس المصدر السابق ) .
10-إيجاد الموانع : حاولت زمرة من جيش العدو في يوم عاشوراء الهجوم من الخلف حيث الخط الدفاعي ، والتسلل من بين الخيام ( وكانت حبال الخيام من جملة الموانع ) . فتصدى لهم ثلاثة أو أربعة من أنصار الإمام . وأمر سعد بإحراق الخيام . فقال الحسين : دعوهم فليحرقوها ( طبعا الخيم الخالية للأنصار و …الخ ) فانهم إذا حرقوها لا يستطيعون أن يجوّزوا إليكم منها .
فكان كذلك .
وهذا التخطيط تجلى أيضا حتى في اختيار الموضع المناسب لضرب الخيام ، إذ نزل في موضع تكثر فيه التلال لاتخاذها كحواجز طبيعية ضد تقدم العدو ، أو لغرض احتواء هجومه المحتمل من جهة اليسار. كما كان حفر الخندق وإضرام النار فيه كإجراء لإيجاد حاجزا أمام العدو(نفس المصدر السابق :566) .
11-طلب المهلة ليلة عاشوراء للصلاة والدعاء وقراءة القرآن . وهذا الأمر وان كان من الممكن النظر إليه باعتباره أمرا عباديا ومعنويا ، ولكن نظرا لأهمية الدور المعنوي في إذكاء روح القتال لدى المحارب، فقد كان له تأثيره الفاعل ويمكن اعتباره جانبا من التخطيط العسكري . لا سيما أن رؤية الأنصار لمكانتهم في الجنة جعلتهم يتحرقون شوقا للشهادة ، أو أنها دفعت لعضهم للمزاح مثل موقف برير.
12- في اللحظات الأخيرة التي عز فيها الناصر على سيد الشهداء ، أخذ يقاتل راجلا كقتال الفارس الشجاع ، يتقي الرمية ، وينتهز غفلة العدو فيشد عليهم (نفس المصدر السابق :572) .
13- التستر للالتحاق بالحسين : كان عدد من أصحاب الإمام قد قدموا إلى كربلاء مع جيش عمر بن سعد ، وهناك التحقوا بمعسكر الإمام واستشهدوا إلى جانبه . وهذا الأسلوب في التستر يدل على وجود رقابة مشددة آنذاك على مداخل الكوفة للحيلولة دون التحاق أنصار الإمام الحسين بمعسكره ، حتى أنّ بعض الشيعة لم يكن أمامهم من سبيل سوى الوصول إلى معسكر الإمام تحت غطاء المسير مع جيش عمر بن سعد .
14-اتخذ موضع ضرب الخيام ، وتأهب العسكر للدفاع في وسط ذلك الموضع شكلا شبيها بحذوة الفرس ، للسيطرة على مواضعهم وخيامهم ، وليكونوا هم في وسط ذلك الموضع ، ولكي لا يتاح للجيش المعادي محاصرتهم
خصائص منطقة العمليات :
كانت خصائص ساحة القتال في كربلاء على النحو التالي :
1- 1- قريبة من نهري دجلة والفرات .
2- 2- يقع نهر دجلة إلى يسار كربلاء ، ونهر الفرات إلى يمينها .
3- 3- تقع في منطقة مناخها جاف حار ومن أرض العراق ، وتقع إيران إلى الشمال
الشرقي منها ، والحجاز في جنوبها الغربي .
4- 4- المنطقة رملية ، وبعض أجزائها تغطيها الغابات .
5- 5- كثرة النخيل خصوصا جانب نهر العلقمي .
6- 6- تكثر فيها التلال والمرتفعات والمنخفضات .
7- 7- ينبع نهر العلقمي من الفرات ، ويمر قرب الموضع الذي خيم فيه الإمام الحسين .
8- 8- تتميز المنطقة بارتفاع درجة حرارتها في فصل الصيف .
9- 9- تقع كربلاء على أطراف نهر الفرات ومقبرة اليهود .
10- 10- من حيث الموقع الجغرافي ، تتسم المنطقة بأنها منطقة ميتة ومنسية ، وليس لها أي أهمية سياسية أو ثقافية أو عسكرية أو اقتصادية .
خصائص التحرك على أرض المعركة عند سيد الشهداء :
( الانسحاب المؤقت ، في وقت غير متوقع )
1- 1- استغلال عامل الأرض للحرب النفسية .
2- 2- اختيار مساحة الأرض التي تساعد على ابتكار أساليب جديدة في المعركة .
3- 3- اختيار الوقت المناسب ، وسلب ميزة اختيار الوقت من يد العدو .
4- 4- إيجاد حالة من التوازن الدفاعي .
5- 5- تشتيت قوة العدو وجعله يهوي نحو الضعف .
6- 6- الإخلال بالتقسيم العسكري لجيش العدو ، وإرغامه على تغيير موقع قيادته .
7- 7- الأخذ بزمام المبادرة وسلبها من العدو .
8- 8- إيجاد الاضطراب في نظام القرار لدى قادة الجيش المعادي .
9- 9- الانسحاب المؤقت والمدروس .
10- 10- الأخذ بزمام المبادرة فيما يخصّ الأرض .
11- 11- إرغام العدو على اتخاذ مواقف انفعالية .
12- 12- استثمار الغطاء الطبيعي والصناعي في الأرض للاستتار والاختفاء .
13- 13- الحيلولة دون تمركز قوات العدو عند الهجوم ، وأحداث فاصلة جغرافية بين القيادة ومراكز التموين والاتصال .
14- 14- دفع العدو إلى التعجيل في اتخاذ القرار العسكري ، والإبطاء في التنفيذ .
15- 15- سلب العدو القدرة على استثمار عامل الأرض .
16- 16- التضييق على العدو في ميدان العمل ، وخفض ميزان كفاءته .
17- 17- فرض جهة الهجوم وطبيعة التقسيم العسكري للعدو ، بواسطة عامل الأرض .
18- 18- المبادرة إلى أسلوب التعبئة العسكرية وإعادة التحشّد كمّاً وكيفاً .
19- 19- إرغام العدو على كيفية الاستفادة من الأرض (بالصورة المطلوبة) .
20- 20- اتخاذ الموضع والتنظيم اللازم لصدّ الهجوم المعادي .
21- 21- إحراز الاستعداد في جميع الظروف وفي كل وقت، وحرمان العدو منها ، من خلال عامل الأرض .
22- 22- إيجاد الاضطراب في جيش العدو لعدة ساعات من خلال الحرب النفسية وبدون أي تحرك أو إهدار أية طاقة (مستقى من كراس :"تكشيلات توحيدي عاشوراء"27:24، وقد عرض المؤلف هذه النقاط استنادا خارطة ساحة المعركة وتصوير المشاهد ، والوثائق التاريخية) .
مواصفات الجبهة الحربية لأبي عبدالله عليه السلام :
1- 1- اسم المعركة : هيهات منا الذلة .
2- 2- سنة المعركة : عام 61 للهجرة .
3- 3- شهر المعركة : محرم الحرام .
4- 4- يوم المعركة : الجمعة العاشر من محرّم .
5- 5- طبيعة القتال : الجهاد الابتدائي .
6- 6- الهدف من التحرك والهجوم : فضح وجوه النفاق . تشكيل الحكومة .
7- 7- الموقف الحربي : دفاعي .
8- 8- طول الجبهة الدفاعية ( قطر الحذوة ) : 180 مترا .
9- 9- طول محور العمليات : 360 مترا .
10- 10- الفواصل بين الخيام : 2 متر .
11- 11- عدد الخيام 60 خيمة .
12- 12- تشكيلة القوات : بنو هاشم ، والأنصار ، والنساء ، والأطفال .
13- 13- الحالة النفسية والروحية : حب الحفاظ على المبادئ .
14- 14- عدد الفرسان :32 فارسا .
15- 15- عدد الرجالة :40 راجلا .
16- 16- عدد كل القوات المقاتلة :72 مقاتلا .
17- 17- القائد العام : أبو عبدالله الحسين عليه السلام .
18- 18- حامل اللواء : أبو الفضل العباس عليه السلام .
19- 19- قائد الجناح الأيمن : زهير بن القين .
20- 20- قائد الجناح الأيسر : حبيب بن مظاهر .
21- 21- الحالة التموينية : حصار تام .
22- 22- حالة التجهيزات : نقص حاد .
23- 23- حالة الماء والطعام : حصار (إضافة إلى الجوع والعطش) .
24- 24- الموقع الجغرافي : المقتل .
25- 25- وقت وساعة الصفر : بعد ساعتين من الفجر .
26- 26- الرمز السري للهجوم : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
27- 27- نوع التعبئة العسكرية : دائري ، مثلث ، هلالي .
28- 28- عدد مرات الإخلال بتعبئة العدو : ثلاث مراحل ، وانتهت الرابعة منها بالقتال الفردي .
29- 29- الوقت الذي استغرقته المعركة : ثمان ساعات .
30- 30- وقت انتهاء المعركة : غروب ذلك اليوم .
مواصفات الجبهة الحربية لجيش يزيد :
1- 1- اسم المعركة : البيعة الجائرة .
2- 2- هدف المعركة : القضاء على الإسلام المحمدي الأصيل .
3- 3- حالة القوات : كاملة العدد والعدة .
4- 4- الموقع الجغرافي : أفضل المناطق موقعا .
5- 5- الحالة الروحية والنفسية : سبات سياسي عميق .
6- 6- عدد الفرسان : ما لا يحصى من الكثرة .
7- 7- عدد الرجالة : ما لا يحصى من الكثرة .
8- 8- عدد الكلي للقوات : 30 ألفا .
9- 9- قائد العسكر : عمر بن سعد .
10- 10- حامل اللواء : دريد ، مولى عمر بن سعد .
11- 11- قائد الفرسان : عروة بن قيس الأحمصي .
12- 12- قائد الرجالة : شبث بن ربعي .
13- 13- قائد الجناح الأيمن : عمرو بن الحجاج .
14- 14- قائد الجناح الأيسر : شمر بن ذي الجوشن .
15- 15- الحالة التموينية : سريعة وكاملة .
16- 16- وضيعة العدة : تكفي لعدة أشهر .
17- 17- حالة الماء : السيطرة على نهر الفرات .
18- 18- حالة الطعام : يكفي لعدة أشهر .
19- 19- طبيعة الحرب : هجومية .
20- 20- مقارنة القوة : رجحان كمي ( 400 شخص مقابل شخص واحد ) .
21- 21- الاتجاه السياسي والثقافي : النفاق .
22- 22- الرمز السري الأول للمعركة : انهضي يا جيوش الله .
23- 23- الرمز السري الثاني للمعركة : رمي السهم على يد عمر بن سعد .
24- 24- التحشد العسكري : ثلاث مرات .
25- 25- التحشد الأول : مدّور ، مدرّج اليمين واليسار (للمشاة) .
26- 26- التحشد الثاني : الجناح الأيسر ، الفرسان .
27- 27- التحشد الثالث : الجناح الأيمن ، الفرسان .
28- 28- المواجهة الفردية : خطية ، وتعبوية ، وعامة ، وفرسان .
29- 29- مراعاة القوانين الحربية : النقص الكامل .
الأساليب النفسية والاعلامية :
الأساليب التي انتهجها سيد الشهداء عليه السلام طوال مدة ثورته ، وفي يوم عاشوراء ، وكذا الأساليب التي مارسها أهل بيته من بعده كانت كفيلة بالحفاظ على ديمومتها وصيانة صورتها . وكان منهجه عاملا لبثّ المعنويات لدى المشاركين في تلك الملحمة ، وهم الذين فدوا الإمام بكل وجودهم ، وكانت سبباً أيضا في زعزعة اندفاع جيش الكوفة ، وأضحت عنصر إضعاف أو فضح إحباط لدعايات العدو .
ويمكن الإشارة إلى بعض تلك الأساليب كما يلي :
1- 1- عدم الاعتراف بشرعية خلافة يزيد : فقد زعزع الإمام الحسين بواسطة طرحه لهذا الموضوع ، أفكار أتباع يزيد ؛ محطّماً بإحجامه العلني عن البيعة حاجز الصمت الذي ساد تلك الأجواء .
2- 2- شهود الواقعة : اصطحب الإمام الحسين معه في مسيره إلى كربلاء النساء والأطفال ليكونوا شاهدا حيّا في تسجيل جميع المواقف والوقائع التي شاهدوها للحيلولة دون تحريف حقيقة الثورة ومسخ صورتها الأصلية، إضافة إلى أن وجود النساء والأطفال في قافلته كان له دور عاطفي تحريضي ضد الأمويين على طول طريق سفره ، وحتى من بعد استشهاده وفي فترة السبي أيضا .
3- 3- مكاتبة وجهاء الكوفة والبصرة وزعماء القبائل ، وإيفاد المبعوثين إلى الكوفة للاتصال بقواعد المؤيدين والأنصار .
4- 4- تقييم الآراء : حساب الظروف المساعدة على اتخاذ أي إجراء في الكوفة من خلال إرسال مسلم بن عقيل إلى هناك لتقييم الوضع العام للأتباع ومن كتب له الكتب والرسائل ، والطلب من مسلم بن عقيل إعلامه بدقة عن أوضاع الكوفة ومدى التزام الناس بالعهود والمواثيق .
5- 5- شرعية الثورة : ربط الإمام حركته السياسية هذه ضد السلطة الأموية بالتكليف الشرعي، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وبإحياء سنّة النبي صلى الله عليه وآله ، ليضفي بهذا الربط الشرعية على ثورته، ويصمّ الخلافة آنذاك بعدم الشرعية، والتعارض مع السنة النبوية .
6- 6- استثمار الجانب العاطفي : لما كان المسلمون يعتبرون الحسين بن علي عليه السلام ابن النبي وفاطمة ، فقد استثمر الإمام هذا الشعور العاطفي في قلوب الناس سواء لغرض استقطاب الأنصار أم لسلب دافع الحرب لدى العدو ، وفضح ماهية السلطة الحاكمة . وهذا الأسلوب مارسه الإمام بنفسه ، ومارسته من بعده زينب أيضا ، وسار عليه الإمام السجاد وسائر أهل البيت . وحتى ارتداء البردة ودرع وعمامة رسول الله وتقلد سيف ذي الفقار ، والتذكير بقرابته من الرسول كان له فعله في إثارة العواطف الدينية لدى الجيش المعادي ، وكأداة إعلامية ونفسية مجدية.
رد: الامام الحسين و التخطيط العسكري
جهد عظيم منك اخي
مشكور عالموضوع
لبيك يا حسين
مشكور عالموضوع
لبيك يا حسين
لبيك_نصرالله- لبناني قادم بقوة
- عدد الرسائل : 78
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 03/08/2007
مواضيع مماثلة
» الامام علي
» ذره من بحر الامام علي(ع)
» اسماء الامام علي (ع) في العوالم الاخرى
» اسماء الامام علي (ع) في العوالم الاخرى
» ملاطفه كلاميه بين الامام علي وفاطمة الزهراء ع
» ذره من بحر الامام علي(ع)
» اسماء الامام علي (ع) في العوالم الاخرى
» اسماء الامام علي (ع) في العوالم الاخرى
» ملاطفه كلاميه بين الامام علي وفاطمة الزهراء ع
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى