الشكفال:تنين الإعماق
صفحة 1 من اصل 1
الشكفال:تنين الإعماق
إطلاق البحرية الايرانية تجربة لاحد احدث الاسلحة البحرية فتكا في
الوقت الحالي، فانها دقت نواقيس الخطر لدى دول عديدة في العالم، لاسيما
الولايات المتحدة الاميركية التي لديها تواجد كثيف في الخليج العربي،
ووجهت القيادة الايرانية رسالة واضحة وصريحة الى انها لا تزال تحتفظ
بقدرتها على فرض نفوذها في الخليج، وايضا انها ليست هدفا سهلا وهذه
الاسلحة البحرية تصنف على انها اكثر الاسلحة غموضا وحيرة، انها تقنية
حديثة بكل معنى الكلمة، وقد طورها الروس وربما احتكروها ولا يزالون،
بينما الغرب لا يمتلك مثل هذه التقنية بالمعنى التطبيقي، لكنه يجري
ابحاثا عليها.
السر يكمن في 'فقاعتها'
تتميز هذه الاسلحة بانها تشق طريقها تحت سطح الماء بسرعات قد تصل الى
مئات الكيلومترات في الساعة، بينما في الجانب المقابل تحدد قدرات احدث
الطوربيدات الحالية وسرعتها القصوى بأقل من ذلك بأربع مرات (اقل من
مائة كلم/ساعة). وتعتمد هذه الصواريخ 'المائية' على ظاهرة فيزيائية،
وهي احدى ظواهر ميكانيكا السوائل تعرف بالتكهف الفائق Supercavitation،
وتحدث هذه الظاهرة عندما تتكون فقاقيع من بخار الماء عند حواف الاجسام
المغمورة في ماء سريع الجريان، حيث يحاط الجسم المتحرك خلال الماء
بغلاف متجدد من الغاز، بحيث لا يتعرض الا جزء صغير من سطحه الى التبلل
بالماء، وهو ما يساعد على تخفيف مقاومة الماء وضغطه عليه، وبالتالي
يكسبه سرعة خيالية تحت الماء، نتيجة لعم تعرضه للاحتكاك الذي يقلل سرعة
الطوربيدات العادية.
ابحاث وتطوير
يتطلب دفع جسم ما في الماء جهدا ملحوظا، وهذا ما نلمسه حتى نحن البشر
اثناء العوم في الماء، ويزداد الامر صعوبة كلما حولنا الانطلاق بسرعة
أكبر لان الاحتكاك بالسطح وفي حالة الغطس والعوم في الماء تماما تغدو
هذه العملية اكثر صعوبة، لان الماء يوجد مقاومة تزيد الف مرة عن مقاومة
الهواء للاجسام.
لذلك عمد المصممون منذ القدم على جعل تصميم هياكل القطع البحرية من سفن
وغواصات وقوارب، اكثر انسيابية لتخفيض قوة المقاومة هذه، وتزويد السفن
بمحركات ذات قدرة عالية كي تشق طريقها كالغواصات.
ولكن بعد ان قضى العلماء السوفيت ابان الحرب الباردة عشر سنوات من
الابحاث والتطوير بسرية مطلقة، اثمرت جهودهم اكتشاف اسلوب للتغلب على
قوة مقاومة الماء وبالتالي تحقيق سرعات اعلى.
وتكمن الفكرة في خفض مساحة السطح المبلل من الجسم المتحرك (الملاصق
للماء) في الماء، عن طريق احاطته بفقاعة غازية منخفضة الكثافة.
طوربيد صاروخي
ادخلت البحرية الروسية اول صاروخ 'مائي' او طوربيد ذي دفع صاروخي الى
الخدمة في التسعينات، وان كانت تقارير تقول انه كان موجودا قبل ذلك
بثماني عشرة سنة ويدعى Va-111 'شك ال Shkval' اي العاصفة باللغة
الروسية، باستطاعته ان ينطلق تحت الماء بسرعة قصوى تصل الى 380
كلم/ساعة وقد يزيد عن ذلك، عن طريق توليد تجويف (فقاعة) غازية ذاتيا،
وطوله يصل الى ثمانية امتار ووزن كلي يقدر بطنين وسبعمائة كلغ، وهو
بذلك يعتبر قذيفة ضخمة مجهزة بمحرك صاروخي في مؤخرتها، ويتكون من جسم
اسطواني ضخم يضم محركا صاروخيا يعمل بالوقود الصلب، يستدق انسيابيا الى
مخروط يحيط بالرأس الحربي، الذي يتنوع ما بين شحنة تفجيرية تقليدية من
مادة Tnt او C4 العسكرية، او رأس نووي تكتيكي.
خطورته
تكمن خطورة هذه الصواريخ 'المائية' في سرعتها الرهيبة تحت الماء، وكذلك
في صعوبة اكتشافها، ناهيك عن امكان تزويدها برؤوس نووية. وبالطبع حتى
لو تم اكتشافها فان ردة الفعل ناحيتها للتعامل معها تكاد تكون معدومة
تماما.
ويعتقد العديد من خبراء القوى البحرية ان هذه النظم قد تغير طبيعة
الحرب تحت سطح البحر، فتحول مواجهات الكر والفر بين الغواصات الكبيرة
مستقبلا الى ما يشبه معركة جوية ذات اشتباكات عالية السرعة وسنرى
الاشتباكات بين الغواصات خارج مجال النظر والقتال التلاحمي وغيره من
اساليب القتال الجوي تحت الماء.
تعقيد الأمن العالمي
واذ يرى بعض الخبراء ان هذا الصاروخ 'المائي' ليس سوى طوربيد فائق
السرعة مضاد للقطع البحرية والغواصات بالذات، يرى البعض الآخر انه سلاح
هجومي مصمم كي يحمل رأسا نوويا ذا قدرات تدميرية يمكنها القضاء على
اسطول حربي بأكمله اذا ما نشبت حرب نووية، او توجيهه نحو ميناء او هدف
ساحلي وتدميره كليا.
وبالنظر الى عدم وجود اجراءات مضادة معروفة، فان استعمالها سيكون ذا
تأثير كبير في العمليات البحرية، سواء فوق سطح الماء ام تحته، وهذا يضع
القوى البحرية الغربية في مأزق حقيقي.
والادهى من ذلك ان روسيا درست تطوير طوربيدات صاروخية ذات سرعات فوق
صوتية تحت الماء استراتيجية متعددة المراحل وبعيدة المدى تحمل رؤوسا
نووية استراتيجية، قادرة على تحدي دفاعات 'حرب النجوم' واعتى الصواريخ
المضادة للصوارخ الموجودة في الخدمة الحالية بالعالم. لانها صعبة
الاكتشاف وتخرج فجأة لتنقض على الهدف.
الوقت الحالي، فانها دقت نواقيس الخطر لدى دول عديدة في العالم، لاسيما
الولايات المتحدة الاميركية التي لديها تواجد كثيف في الخليج العربي،
ووجهت القيادة الايرانية رسالة واضحة وصريحة الى انها لا تزال تحتفظ
بقدرتها على فرض نفوذها في الخليج، وايضا انها ليست هدفا سهلا وهذه
الاسلحة البحرية تصنف على انها اكثر الاسلحة غموضا وحيرة، انها تقنية
حديثة بكل معنى الكلمة، وقد طورها الروس وربما احتكروها ولا يزالون،
بينما الغرب لا يمتلك مثل هذه التقنية بالمعنى التطبيقي، لكنه يجري
ابحاثا عليها.
السر يكمن في 'فقاعتها'
تتميز هذه الاسلحة بانها تشق طريقها تحت سطح الماء بسرعات قد تصل الى
مئات الكيلومترات في الساعة، بينما في الجانب المقابل تحدد قدرات احدث
الطوربيدات الحالية وسرعتها القصوى بأقل من ذلك بأربع مرات (اقل من
مائة كلم/ساعة). وتعتمد هذه الصواريخ 'المائية' على ظاهرة فيزيائية،
وهي احدى ظواهر ميكانيكا السوائل تعرف بالتكهف الفائق Supercavitation،
وتحدث هذه الظاهرة عندما تتكون فقاقيع من بخار الماء عند حواف الاجسام
المغمورة في ماء سريع الجريان، حيث يحاط الجسم المتحرك خلال الماء
بغلاف متجدد من الغاز، بحيث لا يتعرض الا جزء صغير من سطحه الى التبلل
بالماء، وهو ما يساعد على تخفيف مقاومة الماء وضغطه عليه، وبالتالي
يكسبه سرعة خيالية تحت الماء، نتيجة لعم تعرضه للاحتكاك الذي يقلل سرعة
الطوربيدات العادية.
ابحاث وتطوير
يتطلب دفع جسم ما في الماء جهدا ملحوظا، وهذا ما نلمسه حتى نحن البشر
اثناء العوم في الماء، ويزداد الامر صعوبة كلما حولنا الانطلاق بسرعة
أكبر لان الاحتكاك بالسطح وفي حالة الغطس والعوم في الماء تماما تغدو
هذه العملية اكثر صعوبة، لان الماء يوجد مقاومة تزيد الف مرة عن مقاومة
الهواء للاجسام.
لذلك عمد المصممون منذ القدم على جعل تصميم هياكل القطع البحرية من سفن
وغواصات وقوارب، اكثر انسيابية لتخفيض قوة المقاومة هذه، وتزويد السفن
بمحركات ذات قدرة عالية كي تشق طريقها كالغواصات.
ولكن بعد ان قضى العلماء السوفيت ابان الحرب الباردة عشر سنوات من
الابحاث والتطوير بسرية مطلقة، اثمرت جهودهم اكتشاف اسلوب للتغلب على
قوة مقاومة الماء وبالتالي تحقيق سرعات اعلى.
وتكمن الفكرة في خفض مساحة السطح المبلل من الجسم المتحرك (الملاصق
للماء) في الماء، عن طريق احاطته بفقاعة غازية منخفضة الكثافة.
طوربيد صاروخي
ادخلت البحرية الروسية اول صاروخ 'مائي' او طوربيد ذي دفع صاروخي الى
الخدمة في التسعينات، وان كانت تقارير تقول انه كان موجودا قبل ذلك
بثماني عشرة سنة ويدعى Va-111 'شك ال Shkval' اي العاصفة باللغة
الروسية، باستطاعته ان ينطلق تحت الماء بسرعة قصوى تصل الى 380
كلم/ساعة وقد يزيد عن ذلك، عن طريق توليد تجويف (فقاعة) غازية ذاتيا،
وطوله يصل الى ثمانية امتار ووزن كلي يقدر بطنين وسبعمائة كلغ، وهو
بذلك يعتبر قذيفة ضخمة مجهزة بمحرك صاروخي في مؤخرتها، ويتكون من جسم
اسطواني ضخم يضم محركا صاروخيا يعمل بالوقود الصلب، يستدق انسيابيا الى
مخروط يحيط بالرأس الحربي، الذي يتنوع ما بين شحنة تفجيرية تقليدية من
مادة Tnt او C4 العسكرية، او رأس نووي تكتيكي.
خطورته
تكمن خطورة هذه الصواريخ 'المائية' في سرعتها الرهيبة تحت الماء، وكذلك
في صعوبة اكتشافها، ناهيك عن امكان تزويدها برؤوس نووية. وبالطبع حتى
لو تم اكتشافها فان ردة الفعل ناحيتها للتعامل معها تكاد تكون معدومة
تماما.
ويعتقد العديد من خبراء القوى البحرية ان هذه النظم قد تغير طبيعة
الحرب تحت سطح البحر، فتحول مواجهات الكر والفر بين الغواصات الكبيرة
مستقبلا الى ما يشبه معركة جوية ذات اشتباكات عالية السرعة وسنرى
الاشتباكات بين الغواصات خارج مجال النظر والقتال التلاحمي وغيره من
اساليب القتال الجوي تحت الماء.
تعقيد الأمن العالمي
واذ يرى بعض الخبراء ان هذا الصاروخ 'المائي' ليس سوى طوربيد فائق
السرعة مضاد للقطع البحرية والغواصات بالذات، يرى البعض الآخر انه سلاح
هجومي مصمم كي يحمل رأسا نوويا ذا قدرات تدميرية يمكنها القضاء على
اسطول حربي بأكمله اذا ما نشبت حرب نووية، او توجيهه نحو ميناء او هدف
ساحلي وتدميره كليا.
وبالنظر الى عدم وجود اجراءات مضادة معروفة، فان استعمالها سيكون ذا
تأثير كبير في العمليات البحرية، سواء فوق سطح الماء ام تحته، وهذا يضع
القوى البحرية الغربية في مأزق حقيقي.
والادهى من ذلك ان روسيا درست تطوير طوربيدات صاروخية ذات سرعات فوق
صوتية تحت الماء استراتيجية متعددة المراحل وبعيدة المدى تحمل رؤوسا
نووية استراتيجية، قادرة على تحدي دفاعات 'حرب النجوم' واعتى الصواريخ
المضادة للصوارخ الموجودة في الخدمة الحالية بالعالم. لانها صعبة
الاكتشاف وتخرج فجأة لتنقض على الهدف.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى