لحود: الرئاسة بأيدٍ أمينة وحكومة الوحدة تمهد لانتخاب رئيس

من طرف لبيك_نصرالله الجمعة أغسطس 03, 2007 9:52 am

إيمييه في بعبدا «بروتوكولياً لمدة ساعة»... والبحث سياسي

لحود: الرئاسة بأيدٍ أمينة وحكومة الوحدة تمهد لانتخاب رئيس

استقبل رئيس الجمهورية العماد اميل لحود امس، السفير الفرنسي برنار ايمييه في زيارة وداعية لمناسبة قرب مــغادرته وانتقاله الى السفارة الفرنسية في تركيا. ورافق السفير ايمييه في زيارته المستشــار الاول في السـفارة جوزف سيلـفا، وهي الزيارة الاولى له منذ اكــثر من سنــتين، على رغم طابعها البروتوكولي. وكان اللافت ان اللقاء استـمر زهاء سـاعة.
وخلال اللقاء، اعرب السفير ايمييه عن حزنه لمغادرة بيروت، عارضا لموقف بلاده من التطورات التي شهدها لبنان خلال السنوات الثلاث من عمله الدبلوماسي. كما أطلع الرئيس لحود على المبادرة التي قام بها وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير في تحريك الحوار بين القيادات اللبنانية في الموالاة والمعارضة.
وتمنى الرئيس لحود للسفير ايمييه التوفيق في مهــمته الجديدة، مؤكدا «حرصه الدائم على تعزيز العلاقات اللبنانية ـ الفرنسية المتجذرة عبر التاريخ، والتي ترجمت مؤخرا من خلال مبادرة الوزير كوشنير». وشرح وجهة نظره من الاحداث الراهنة على الساحتين المحلية والاقليمية، وموقفه من التطورات الداخلية ورؤيته الى السبل الآيلة للمحافظة على وحدة لبنان ودوره في محيطه والعالم.
أحزاب الجنوب
واستقبل لحود في قصر بعبدا، وفداً من الاحزاب والقـــوى الوطنية في الجنوب، تحدث باسمه المسؤول السياسي لـ«حزب الله» في الجنوب الشيخ حسن عز الدين، الذي نقل الى رئيس الجمهورية تهاني ابناء صيدا والجنوب لمناسبة الذكرى السنوية الاولى لصد العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز ,2006 منوها بمواقفه الداعمة لسيادة لبنان واستقلاله والحاضنة لمقاومته، وحرصه على مصلحة البلاد و المواطنين.
ورد الرئيس لحود مرحباً بالوفد، ومشدداً على اهمية صمود اهل الجنوب وتعلقهم بأرضهم، وقال: ان ما قمت به لم يكن سوى واجبي كرئيس للجمهورية اللبنـانية، الذي يقضي أن استخدم كل الوسائل ليكون لبنان قوياً. فكم بالحري اذا كان لدى هذا البلد مقاومة وطنية قوية بكل ما للكلمة من معنى.
وتابع: لقد سمعنا كلاماً في الكونغرس الاميركي، واتخذت قرارات تقضي بالتزام اميركا اعطاء اسرائيل هبة مقدارها 30 مليار دولار على مدى 10 سنوات. ومن جهة اخرى، اصدر الكونغرس نفسه قراراً ببيع اسلحة إلى الدول العربية بقيمة 24 مليار دولار، ما يعني ان اميركا ستحــصل على المال من الدول العربية وتعطي في المقابل هبة لاسرائــيل. هل يبقى بعد ذلك ادنى شــك لدى أي لبناني، حتى أولئك الذين نســمعهم اليوم يتغنون بمدى قربهم من الولايات المتحدة، ان واشنطن لن تفضل لبنان على اسرائيل؟.
وأكد انه لا خلاص لأي مسؤول في الخارج، بل في الداخل اللبناني، داعيا الجميع الى العودة للحوار وحل القضايا المهمة وأُولاها قيام حكومة وحدة وطنية تكون لكل لبنان، وقال: لكنهم يريدون التحدث عن الرئاسة لأن الاستحقاق اصبح قريباً. نحن نقول انه من الجيد جداً الوصول إلى اتفاق على الرئاسة، لكن اذا لم يحصل هذا الامر، يدور الكلام عن تسلّم الحكومة غير الدستورية وغير الميثاقية وغير الشرعية مقاليد السلطة. لهذا السبب يجب تشكيل حكومة وحدة وطنية لانه في حال لم يُنتخب رئيس للجمهورية ـ وهو امر لا نتمناه ابداً لان الاتفاق على رئيس لكل لبنان هو لمصلحة جميع اللبنانيين على ان يكون مقتنعاً بقوة لبنان والحفاظ على المقاومة ـ يكون البديل جاهزاً.
وأضاف: ان المؤامرة الكبرى تتحضر منذ الآن لشهر ايلول، وهي تتمثل في ايجاد الطريقة التي من شأنها اقامة سلام بين الفلسطينيين واسرائيل في شهر ايلول المقبل. والموضوع الاهم الذي يتم التداول به هو الاشادة بالمبادرة العربية، الا انهم طلبوا الغاء ما تم اضافته في قمة بيروت العام ,2002 أي حق العودة للفلسطينيين.
وقال: ان كل المسألة تصــب في هذا الموضوع، فإذا كان لبنان ضعيفاً ومشرذماً ويختلف فيه ابناؤه، في ظل عدم حصول انتخابات رئاسية، وفي ظل تسلم حكومة غير شرعية مقاليد الحكم، يصبح من السهل جداً تحقيق هذا البند.
وأكد ان الجيش الوطني هو لكل لبنان، ولهذا السبب هو قوي، مشيرا الى تعرضه للهجمات من قبل اسرائيل ومن ثم من قبل الاصولية المتمثلة الآن بـ«فتح الاسلام». وقال: هدف الاعتداءات على الجيش تغيير الامور في لبنـان و نحن لا نقبل بذلك، لان كل ذلك يصب في خانة واحدة هي إضعاف لبنان، ومن الذي يريد ذلك؟ الجواب يكمن في تقاطع المصلحة بين اسرائيل و«فتح الاسلام» حيث ان الطرفين يريدان خراب لبنان، وهما من اعدائه.
وقال: لماذا كل هذا الضجيج حول رئاسة الجمهورية؟ يقول البعض انه اذا تم تشكيل حكومة وحدة وطنية او انقاذية، يمكن للبعض ان يستقيل منها حين يحين موعد الانتخابات الرئاسية، فهل هذا البعض موجود حالياً؟ ان الحكومة الحالية غير دستورية وغير ميثاقية، واكثر من نصف لبنان لا يعترف بها.
تجمع العلماء
واستقبل لحود وفدا من «تجمع العلماء المسلمين» في لبنان جاء مهنئا بعيد الجيش والذكرى الاولى لصد العدوان الاسرائيلي، وتحدث رئيس مجلس الامناء في التجمع الشيخ احمد الزين، شاكرا للرئيس مواقفه في مساندة المقاومة ومواجهة العدوان الاسرائيلي. كما تحدث رئيس الهيئة الادارية الشيخ حسان عبد الله داعيا لحود الى اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية لبنان ومنعه من السقوط في الفوضى التي يسعى اليها اعداؤه.
وقال لحود خلال اللقاء: اني اسأل بعض الجهات التي تعتبرني طرفا، هل اذا ما طالب رئيس الجمهورية بأن يكون لبنان قويا، يكون بذلك طرفا؟ اهلا وسهلا بكل من يرغب من الدول في دعم قوة لبنان، والمقاومة الوطنية جزء من هذه القوة. ان أي دولة في العالم تود ان تدعم جيشنا الوطني فنحن نؤيد ذلك، وأي دولة في العالم دعمت مقاومتنا نحن معها ايضا. اما الدول التي تضمر لنا امورا اخرى كنزع سلاح المقاومة، فكيف لها ان تنعتني بأنني طرف، فيما يجب علي الوقوف في الموقع الوسط بين من يطالب بنزع سلاح المقاومة ومن يرفض ذلك الى حين حصول لبنان على حقوقه كاملة بما فيها عدم توطين الفلسطينيين.
وختم بالقول: اود ان اطمـئنكم الى انني لن اســلم الرئاســة إلا الى «اياد امينة». وانني اقصد بعبارة «اياد امينة»، رئيسا للجمهورية يكون لكل لبنان، وفي الوقت عينه يكون مؤمنا بان قوة لبنان هي في قوته، وليس في ضعفه. فهذا الايمان هو الذي انقذ لبنان حتى الآن من أي فتــنة اهلــية. وأنا مع القائلــين انه مـتى عمد البعض الى زرع بذور الفتــنة، لا تعود المقاومة اذ ذاك مرتاحة للوقــوف في وجه اسرائيل، ولا اللبنانيون اقوياء كي يتمكنوا من مجابهتها.
والتقى الرئيس لحود، الهيئة الجديدة للرهبانية الباسيلية الشويرية برئاسة الاباتي سمعان عبد الاحد في زيارة بروتوكولية لمناسبة انتخابها.
كما استقبل وفدا من الجالية اللبنانية في نيجيريا ضم الدكتور مسعد بولس وماهر جعفر وربيع صوفان يرافقهم العميد المتقاعد فياض الكوسا والرائد المتقاعد فؤاد الخوري.