إسرائيل: دعوات لمحاورة الأسد... وتذكير بما قبل حرب الـ73
صفحة 1 من اصل 1
إسرائيل: دعوات لمحاورة الأسد... وتذكير بما قبل حرب الـ73
يتعاظم الجدل في إسرائيل، ليس فقط حول ما ينبغي القيام به إزاء دمشق، وإنما أصلا حول قراءة الواقع والتحركات السورية. وفيما نشرت «يديعوت أحرونوت» تقريرا حول استعدادات سوريا لحرب استنزاف في الجولان المحتل، حذر أبرز المفاوضين الإسرائيليين مع دمشق البروفيسور إيتمار رابينوفيتش من حشرها في الزاوية، بينما رأى الخبير في الشؤون السورية في جامعة تل أبيب البروفيسور إيال زيسر أن دمشق تشدد على رغبتها بالتفاوض ولكنها قد تلجأ إلى القوة العسكرية كخيار أخير لاستعادة الهضبة.
وأشارت مراسلة الشؤون العربية في «يديعوت» سمدار بيري إلى أن استعدادات سوريا للحرب تتجلى في حقيقة أن معظم من تشجعهم سوريا على السكن في جهتها من الهضبة، هم من القوات العاملة أو الاحتياطية في الجيش السوري. وأضافت أن هؤلاء ليسوا مدنيين وإنما رأس حربة القتال ضد إسرائيل إذا اندلعت حرب استنزاف.
وأشارت المراسلة إلى تقارير وصلت الى إسرائيل، تفيد بأن سوريا حظرت على جنود الاحتياط مغادرة البلاد، وأن هذه التقارير تعزز التصريحات التي يطلقها مسؤولون سوريون حول تصميم دمشق على استعادة الجولان.
وفي هذا السياق، كتب في «يديعوت» أيضا رئيس دائرة تاريخ الشرق الاوسط في جامعة تل ابيب البروفيسور ايال زيسر، الذي يعتبر بين أبرز المتخصصين بالشأن السوري في إسرائيل، أنه ينبغي أخذ الرئيس السوري بشار الأسد على محمل الجد. وأشار إلى أن الأسد أطلق رسالة واضحة بأنه معني باستئناف المفاوضات وإذا لم تستعد سوريا الجولان فسوف تنظر في خيارات عسكرية.
واعتبر زيسر أن استعداد الأسد الحذر والمتحفظ لاقامة سلام مع اسرائيل، مستمد من تراث أبيه ومن اجماع الرأي العام السوري على تسوية سياسية للنزاع مع اسرائيل. كما أن «تهديداته تنبع من ثقة متعاظمة بالذات لحاكم يشعر أكثر فأكثر بأنه حاكم بفضل ذاته وليس بفضل أبيه، وكذلك لشخص يقرأ بشكل مغاير عنا نتائج الحرب الاخيرة بين اسرائيل وحزب الله في الصيف الاخير».
وشدد زيسر على أن «تحقيق السلام بين اسرائيل وسوريا مهمة شبه متعذرة هذه الايام. فمن السهل اتهام، وعن حق، الحكومة الاسرائيلية بانعدام الرغبة وبالاساس القدرة السياسية على خطوة سياسية ثمنها واضح ومعروف. ولكن يجب القول ان بشار الاسد ايضا يتحمل المسؤولية». ولاحظ أن «وجهة الاسد لخطوة عسكرية هجومية ضد اسرائيل قد تكون محتملة، والاستعدادات العسكرية التي تبلغ عنها وسائل الاعلام تنبع من تخوفه من خطوة اسرائيلية أو اميركية ضد نظامه».
أما الخبير الإسرائيلي الأبرز بالمفاوضات مع سوريا السفير السابق في واشنطن إيتمار رابينوفيتس، فكتب في «هآرتس» مقالة مطولة بعنوان «لا تتركوه وحده» أشار فيها إلى أن الوضع بين إسرائيل وسوريا اليوم يشبه الوضع الذي كان قائما بين إسرائيل ومصر في الفترة بين العامين 1971 و,1973 حين أعلن الرئيس أنور السادات استعداده للتفاوض مع إسرائيل ورفضت الأخيرة ذلك. وأشار إلى أن الرئيس السوري كرر دعواته للتفاوض قبل حرب لبنان، كما أن تهديداته تصاعدت بعدها.
ولفت رابينوفيتس إلى الردود السلبية لرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، إلى ما قبل شهور قليلة، وإلى الرفض الأميركي لإجراء مفاوضات مماثلة مع سوريا. وشدد على أن غضب الرئيس الأميركي جورج بوش على الرئيس السوري «ينبع من اسباب عديدة، أهمها المساعدة اللوجستية للثورة السنية ضد الولايات المتحدة وقواتها في العراق، والسياسة السورية في لبنان: الرغبة في الحفاظ على الهيمنة السورية واغتيال الحريري ومحاولة اسقاط حكومة فؤاد السنيورة التي كانت بالنسبة لإدارة بوش النجاح الأساسي (وربما الوحيد) في تصدير الديموقراطية الى الشرق الأوسط. التحالف السوري ـ الإيراني، العلاقات مع حزب الله ورعاية التنظيمات الإرهابية الفلسطينية في دمشق واستضافتها، اعتُبرت هي الأخرى أسبابا مُدينة لسوريا».
وأشار رابينوفيتش إلى أن بوش «بدا في العام 2005 وكأنه يسعى الى إسقاط الأسد، إلا أن رئيس الولايات المتحدة امتنع عن اجتياز الخط الفاصل في هذه القضية في اللحظة الأخيرة. هو خشي على ما يبدو من أن يؤدي إسقاط الأسد الى تنصيب نظام يرتبط بحركة الإخوان المسلمين في سوريا. من هنا جاءت محاولة عزل الأسد بدلا من محاولة إسقاطه. بوش اعتبر المفاوضات الإسرائيلية ـ السورية في هذا السياق خطوة مساعدة للأسد للخلاص من عزلته وكسب الشرعية الدولية. أضف الى ذلك أن الكثيرين في واشنطن وفي القدس يعتقدون أن الأسد لا ينوي التوصل الى تسوية سلمية مع إسرائيل، وأن كل هدفه من إدارة المفاوضات هو التفاوض بحد ذاته».
وأوضح أن «تحفظ اولمرت على مبادرات الأسد نبع من اعتبارات اخرى. هو أخذ في الحسبان بلا شك موقف ادارة بوش وكان شريكا في شكوكها، إلا أن اعتباراته الأساسية كانت مغايرة. اولمرت، كما يتوجب أن نذكر، انتُخب كخليفة وامتداد لارييل شارون الذي دعا إلى تسوية القضية الفلسطينية وعارض الانسحاب من الجولان الذي هو نتيجة لكل تسوية مع سوريا».
ويؤكد رابينوفيتش أنه «كان لحرب لبنان الثانية تأثير متنوع على هذه الاعتبارات. هذه الحرب زادت من الغضب على سوريا، ولكنها رفعت ايضا من مستوى الخوف من التدهور نحو حرب جديدة في الشمال، سواء بسبب التطورات المحتملة في لبنان أو من خلال المبادرة السورية».
وبعد ان يعدد رابينوفيتش التغيرات على الموقف الإقليمي والقدرات العسكرية السورية، يشير إلى أن إدارة بوش غيرت في الآونة الأخيرة موقفها من المفاوضات الإسرائيلية السورية. وبدلا من معارضتها صارت تعلن أنها لا تقف عائقا أمامها «برغم انها لا ترغب بأن تكون طرفا أو شريكا في هذه العملية».
كما أن «اولمرت من جهته لم يعد يرفض فكرة التفاوض تلقائيا، بل على العكس: هو تحدث علانية عن محاولات لإنشاء قناة سرية ومباشرة من خلال طرف ثالث. هذا التغيير في موقفه سهل على التفسير ايضا. تحديدا في ظل خطر التدهور نحو الحرب مع سوريا في السنوات القريبة، لا يرغب ايهود اولمرت بالظهور في مظهر من يرفض الاقتراحات التفاوضية السورية، ومن الأفضل له في هذه الحالة أن يقترح مفاوضات سرية لجس النبض حول رزمة تسوية تشمل في سياقها علاقات دمشق مع طهران وحزب الله».
ومع ذلك أشار رابينوفيتش إلى أنه «في الوقت الذي تقوم فيه واشنطن وإسرائيل بالتخفيف من مواقفهما (العلنية على الأقل)، شدد الأسد من موقفه حيث قال في خطاب التنصيب للولاية الثانية ان هناك محاولة لاستئناف المفاوضات عبر طرف ثالث (تركيا)، إلا أنه حدد شروطا تمهيدية متصلبة: محادثات علنية وغير مباشرة، وتعهد مسبق بالانسحاب الاسرائيلي كشرط لبدء المفاوضات (الأسد ذكّر بوديعة اسحق رابين كمثال على ذلك من دون أن يوضح أن هذه الوديعة والودائع المشابهة التي قدمها ورثته لم تشمل عنصر «التعهد والالتزام»)».
واعتبر رابينوفيتش أن «هناك اسبابا عديدة وراء تصلب الموقف السوري، أحدها الرغبة في التحريض بحد ذاته. منذ أزمة 2005 إثر اغتيال الحريري ازدادت ثقة الأسد بنفسه، وهو يعتبر نفسه كمتصرف من موقع القوة (الدعم الإيراني، التأثير في لبنان، التأثير على حماس والجهاد)، وإن كانت إدارة بوش وحكومة اولمرت تتحفظان من المفاوضات مع سوريا وتضعان الشروط، فإن رده الطبيعي هو وضع شروط خاصة به».
وأضاف أن «الاعتبار الذي لا يقل أهمية عن ذلك عند الأسد هو رغبته في الرد على ما تعتبره دمشق تجاهلا لسوريا. خطاب بوش الأخير حول إحياء عملية السلام العربية ـ الاسرائيلية ركز على القضية الفلسطينية فقط. مهمة طوني بلير تتمحور هي الاخرى في القضية الفلسطينية من دون غيرها. بوش ورايس أوضحا في مرات عديدة أنهما يتطلعان لإبقاء «تركة» أو «بصمات» إيجابية (خلافا للعراق) على صورة تسوية إسرائيلية ـ فلسطينية». وهذا غير مقبول على سوريا.
ونصح رابينوفيتش الحكومة الإسرائيلية بعدم السعي لحشر سوريا في الزاوية. وكتب أنه «محظور الرد على تصلب الموقف السوري بشد الأكتاف للوراء وإغلاق الباب. يجب أن يكون الرد رفضا مباشرا للشروط الأولية التي يطرحها الأسد وإشارات متواصلة بالرغبة في التفاوض المباشر أو السري من اجل استيضاح مدى الإمكانية الحقيقية للتسوية التي تستجيب لاحتياجات إسرائيل ومطالبها. في الوقت نفسه من الضروري زيادة وإعادة بناء قوة الردع الإسرائيلية في مواجهة سوريا، من الناحية الجوهرية وكذلك من ناحية الصورة على حد سواء، من اجل إضفاء الحزم والجدية على المواقف السياسية التي ستقرر تبنيها».
وأشارت مراسلة الشؤون العربية في «يديعوت» سمدار بيري إلى أن استعدادات سوريا للحرب تتجلى في حقيقة أن معظم من تشجعهم سوريا على السكن في جهتها من الهضبة، هم من القوات العاملة أو الاحتياطية في الجيش السوري. وأضافت أن هؤلاء ليسوا مدنيين وإنما رأس حربة القتال ضد إسرائيل إذا اندلعت حرب استنزاف.
وأشارت المراسلة إلى تقارير وصلت الى إسرائيل، تفيد بأن سوريا حظرت على جنود الاحتياط مغادرة البلاد، وأن هذه التقارير تعزز التصريحات التي يطلقها مسؤولون سوريون حول تصميم دمشق على استعادة الجولان.
وفي هذا السياق، كتب في «يديعوت» أيضا رئيس دائرة تاريخ الشرق الاوسط في جامعة تل ابيب البروفيسور ايال زيسر، الذي يعتبر بين أبرز المتخصصين بالشأن السوري في إسرائيل، أنه ينبغي أخذ الرئيس السوري بشار الأسد على محمل الجد. وأشار إلى أن الأسد أطلق رسالة واضحة بأنه معني باستئناف المفاوضات وإذا لم تستعد سوريا الجولان فسوف تنظر في خيارات عسكرية.
واعتبر زيسر أن استعداد الأسد الحذر والمتحفظ لاقامة سلام مع اسرائيل، مستمد من تراث أبيه ومن اجماع الرأي العام السوري على تسوية سياسية للنزاع مع اسرائيل. كما أن «تهديداته تنبع من ثقة متعاظمة بالذات لحاكم يشعر أكثر فأكثر بأنه حاكم بفضل ذاته وليس بفضل أبيه، وكذلك لشخص يقرأ بشكل مغاير عنا نتائج الحرب الاخيرة بين اسرائيل وحزب الله في الصيف الاخير».
وشدد زيسر على أن «تحقيق السلام بين اسرائيل وسوريا مهمة شبه متعذرة هذه الايام. فمن السهل اتهام، وعن حق، الحكومة الاسرائيلية بانعدام الرغبة وبالاساس القدرة السياسية على خطوة سياسية ثمنها واضح ومعروف. ولكن يجب القول ان بشار الاسد ايضا يتحمل المسؤولية». ولاحظ أن «وجهة الاسد لخطوة عسكرية هجومية ضد اسرائيل قد تكون محتملة، والاستعدادات العسكرية التي تبلغ عنها وسائل الاعلام تنبع من تخوفه من خطوة اسرائيلية أو اميركية ضد نظامه».
أما الخبير الإسرائيلي الأبرز بالمفاوضات مع سوريا السفير السابق في واشنطن إيتمار رابينوفيتس، فكتب في «هآرتس» مقالة مطولة بعنوان «لا تتركوه وحده» أشار فيها إلى أن الوضع بين إسرائيل وسوريا اليوم يشبه الوضع الذي كان قائما بين إسرائيل ومصر في الفترة بين العامين 1971 و,1973 حين أعلن الرئيس أنور السادات استعداده للتفاوض مع إسرائيل ورفضت الأخيرة ذلك. وأشار إلى أن الرئيس السوري كرر دعواته للتفاوض قبل حرب لبنان، كما أن تهديداته تصاعدت بعدها.
ولفت رابينوفيتس إلى الردود السلبية لرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، إلى ما قبل شهور قليلة، وإلى الرفض الأميركي لإجراء مفاوضات مماثلة مع سوريا. وشدد على أن غضب الرئيس الأميركي جورج بوش على الرئيس السوري «ينبع من اسباب عديدة، أهمها المساعدة اللوجستية للثورة السنية ضد الولايات المتحدة وقواتها في العراق، والسياسة السورية في لبنان: الرغبة في الحفاظ على الهيمنة السورية واغتيال الحريري ومحاولة اسقاط حكومة فؤاد السنيورة التي كانت بالنسبة لإدارة بوش النجاح الأساسي (وربما الوحيد) في تصدير الديموقراطية الى الشرق الأوسط. التحالف السوري ـ الإيراني، العلاقات مع حزب الله ورعاية التنظيمات الإرهابية الفلسطينية في دمشق واستضافتها، اعتُبرت هي الأخرى أسبابا مُدينة لسوريا».
وأشار رابينوفيتش إلى أن بوش «بدا في العام 2005 وكأنه يسعى الى إسقاط الأسد، إلا أن رئيس الولايات المتحدة امتنع عن اجتياز الخط الفاصل في هذه القضية في اللحظة الأخيرة. هو خشي على ما يبدو من أن يؤدي إسقاط الأسد الى تنصيب نظام يرتبط بحركة الإخوان المسلمين في سوريا. من هنا جاءت محاولة عزل الأسد بدلا من محاولة إسقاطه. بوش اعتبر المفاوضات الإسرائيلية ـ السورية في هذا السياق خطوة مساعدة للأسد للخلاص من عزلته وكسب الشرعية الدولية. أضف الى ذلك أن الكثيرين في واشنطن وفي القدس يعتقدون أن الأسد لا ينوي التوصل الى تسوية سلمية مع إسرائيل، وأن كل هدفه من إدارة المفاوضات هو التفاوض بحد ذاته».
وأوضح أن «تحفظ اولمرت على مبادرات الأسد نبع من اعتبارات اخرى. هو أخذ في الحسبان بلا شك موقف ادارة بوش وكان شريكا في شكوكها، إلا أن اعتباراته الأساسية كانت مغايرة. اولمرت، كما يتوجب أن نذكر، انتُخب كخليفة وامتداد لارييل شارون الذي دعا إلى تسوية القضية الفلسطينية وعارض الانسحاب من الجولان الذي هو نتيجة لكل تسوية مع سوريا».
ويؤكد رابينوفيتش أنه «كان لحرب لبنان الثانية تأثير متنوع على هذه الاعتبارات. هذه الحرب زادت من الغضب على سوريا، ولكنها رفعت ايضا من مستوى الخوف من التدهور نحو حرب جديدة في الشمال، سواء بسبب التطورات المحتملة في لبنان أو من خلال المبادرة السورية».
وبعد ان يعدد رابينوفيتش التغيرات على الموقف الإقليمي والقدرات العسكرية السورية، يشير إلى أن إدارة بوش غيرت في الآونة الأخيرة موقفها من المفاوضات الإسرائيلية السورية. وبدلا من معارضتها صارت تعلن أنها لا تقف عائقا أمامها «برغم انها لا ترغب بأن تكون طرفا أو شريكا في هذه العملية».
كما أن «اولمرت من جهته لم يعد يرفض فكرة التفاوض تلقائيا، بل على العكس: هو تحدث علانية عن محاولات لإنشاء قناة سرية ومباشرة من خلال طرف ثالث. هذا التغيير في موقفه سهل على التفسير ايضا. تحديدا في ظل خطر التدهور نحو الحرب مع سوريا في السنوات القريبة، لا يرغب ايهود اولمرت بالظهور في مظهر من يرفض الاقتراحات التفاوضية السورية، ومن الأفضل له في هذه الحالة أن يقترح مفاوضات سرية لجس النبض حول رزمة تسوية تشمل في سياقها علاقات دمشق مع طهران وحزب الله».
ومع ذلك أشار رابينوفيتش إلى أنه «في الوقت الذي تقوم فيه واشنطن وإسرائيل بالتخفيف من مواقفهما (العلنية على الأقل)، شدد الأسد من موقفه حيث قال في خطاب التنصيب للولاية الثانية ان هناك محاولة لاستئناف المفاوضات عبر طرف ثالث (تركيا)، إلا أنه حدد شروطا تمهيدية متصلبة: محادثات علنية وغير مباشرة، وتعهد مسبق بالانسحاب الاسرائيلي كشرط لبدء المفاوضات (الأسد ذكّر بوديعة اسحق رابين كمثال على ذلك من دون أن يوضح أن هذه الوديعة والودائع المشابهة التي قدمها ورثته لم تشمل عنصر «التعهد والالتزام»)».
واعتبر رابينوفيتش أن «هناك اسبابا عديدة وراء تصلب الموقف السوري، أحدها الرغبة في التحريض بحد ذاته. منذ أزمة 2005 إثر اغتيال الحريري ازدادت ثقة الأسد بنفسه، وهو يعتبر نفسه كمتصرف من موقع القوة (الدعم الإيراني، التأثير في لبنان، التأثير على حماس والجهاد)، وإن كانت إدارة بوش وحكومة اولمرت تتحفظان من المفاوضات مع سوريا وتضعان الشروط، فإن رده الطبيعي هو وضع شروط خاصة به».
وأضاف أن «الاعتبار الذي لا يقل أهمية عن ذلك عند الأسد هو رغبته في الرد على ما تعتبره دمشق تجاهلا لسوريا. خطاب بوش الأخير حول إحياء عملية السلام العربية ـ الاسرائيلية ركز على القضية الفلسطينية فقط. مهمة طوني بلير تتمحور هي الاخرى في القضية الفلسطينية من دون غيرها. بوش ورايس أوضحا في مرات عديدة أنهما يتطلعان لإبقاء «تركة» أو «بصمات» إيجابية (خلافا للعراق) على صورة تسوية إسرائيلية ـ فلسطينية». وهذا غير مقبول على سوريا.
ونصح رابينوفيتش الحكومة الإسرائيلية بعدم السعي لحشر سوريا في الزاوية. وكتب أنه «محظور الرد على تصلب الموقف السوري بشد الأكتاف للوراء وإغلاق الباب. يجب أن يكون الرد رفضا مباشرا للشروط الأولية التي يطرحها الأسد وإشارات متواصلة بالرغبة في التفاوض المباشر أو السري من اجل استيضاح مدى الإمكانية الحقيقية للتسوية التي تستجيب لاحتياجات إسرائيل ومطالبها. في الوقت نفسه من الضروري زيادة وإعادة بناء قوة الردع الإسرائيلية في مواجهة سوريا، من الناحية الجوهرية وكذلك من ناحية الصورة على حد سواء، من اجل إضفاء الحزم والجدية على المواقف السياسية التي ستقرر تبنيها».
lobnan- لبناني قادم بقوة
- عدد الرسائل : 54
تاريخ التسجيل : 01/08/2007
مواضيع مماثلة
» إسرائيل: حزب الله استعاد قدراته الصاروخية
» كيف نسحق إسرائيل عربيا ؟؟؟؟؟؟؟؟موضوع رائع ارجو التثبييييييي
» كيف نسحق إسرائيل عربيا ؟؟؟؟؟؟؟؟موضوع رائع ارجو التثبييييييي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى